خذوني

لـ محفوظ فرج، ، في غير مصنف

خذوني - محفوظ فرج

خذوني
 
————-
 
خذوني إلى السدِّ
وقتَ المساءِ
إلى (الناصرية )(١)
خذوني
أقفْ كي أُمَشِّطَ في ناظريَّ
- كما في صبايَ -
تَتابعَ أمواجِها
وأرَوّيَ سمعي
بأصواتِها الخافتة
يجيبُ عليها نقيقُ الضفادع
وإنْ هدَّني الشوقُ
أنزلُ
للماءِ أغسلُ وجهيَ ،
رجليَّ منه
ومنها أنقِّلُ خطوي
يميناً
خذوني حذاءَ السياج
بشوّاف
ألقي السلامَ على والديَّ
هناكَ على التَلِّ أنظرُ قبريهما
أقولُ : حبيبيَّ مابيدي
أنْ أزورَكما
مثلما كنتُ يومَ الخميسِ وفي العيدِ
أتلو بسورة يس قربَكما
دعوني أنَقل خطويَ
أذكِّرُني بهنائي
على جنباتِ الرصيف
هنا كان درسي أُأَدي تفاصيلَهُ
للحرائرِ كلَّ صباحٍ
وكلَّ مساء
أنَقِّلُ خطويَ
ويفطرُ دمعي قلبي
دعوني
……..
أحبُّ شهيقاً عميقاً
على مَدخلِ السور(٢)
ولو كانَ ذا ثمنَ الموت
أرفعُ رأسي ب(عنق الهوى)
هنالكَ خمسُ دقائقَ أطلبُها
أتذكَّرُ أحبابَنا الطيبين
أقولُ : إلهي أريني خيالاً
لهم يعبرون أمامي
شيوخاً وصبيان
أحبُّ وقوفي بهذا المكان
أحبُّ الفناءَ به من زمان
وإذا ما انتهيتُ
بحرّيتي ………
أتوغلُ
أسمعُ
خلف الجدار السميكِ
محلاً قديماً يسائلني :
أأنت فلان ؟
نعم : من زمان جفاني
علي ابن ياسين (٣) أين ؟
وأوغل خلف الجدار يخاطبني
صوتُ بابٍ لمقهى
رأيتَ حسين ؟
توالتْ عليَّ السؤلاتِ
لكنّني قد عبرتُ وزرتُ الامامين
آهٍ آهْ
أحبُّكما آلَ بيتِ الرسول
 
د. محفوظ فرج
 
١- منخفض مائي شرق السدة وعلى يمينها
نهاية النهر يحاذي المدينة
٢- باب السور وهو الباب الشمالي لمدينة سامراء ويسمى باب الناصرية ، وباب الحاوي ، وباب البوبدري
٣- علي الياسين المدلل رحمه الله والد الاستاذ أسعد الدوري
٤- حسين : هو الشهيد الحاج حسين علي الهزيم البياتي رحمه الله صاحب المقهى
© 2024 - موقع الشعر