في رثاء الشاعرين عباس الجنابي و مريد البرغوثي / فصيح - فريد مرازقة القيسي

في رثاء الشاعرين:
#مريد_البرغوثي و #عباس_الجنابي
 
إلَهِي! أرَى حُزْنَ القَصَائدِ بَادِيَا
وَ كُلٌّ هِزَبْرٍ مَجَّدَ الشِّعْرَ غَادِيَا
 
أَرَى طَيْفَ (عَبَّاسٍ) يُنَادِي عُراقَهُ
كَأنَّ بِهِ شَوقًا يرومُ التَّلَاقِيَا
 
(مُريدًا) أَرى وَالدَّمعُ سيلٌ بِمُقْلَتِي
وَأسمَعُ صَوْتَ القُدْسِ يَرْثِيهِ عَالِيَا
 
أَلَا يَا أَهَالِي الشِّعْرِ هَلَّا أجبتُمُ
منِ اليَوْمَ مِنْ قَوْمِي يُواسِي فُؤَادِيَا؟
 
سَنَمْضِي فَذَا حُكْمُ الحَيَاةِ وَ كُلُّنَا
بُعَيْدَ انقضاءِ العُمْرِ يُكتَبُ ماضِيَا
 
وَ لوْ عاشَ مِنَّا العَبْدُ أَلفًا سيختفِي
وَيبقَى بِلا حولٍ ضَعيفًا وَفَانِيَا
 
أَحِبَّتُنَا يمْضونَ لَكِنَّنَا هُنَا
نوافيهمُ بَعْدَ الحَيَاةِ توالِيَا
 
ألا إنَّنَا ماضُونَ لكنْ عيُوننا
تفارقُ بِالعَبْراتِ من كانَ غَالِيَا
 
أَعبَّاسُ قلبي اليَومَ مَا طاقَ حُزْنَهُ
وَأعلمُ أنَّ الشِّعْرَ ليسَ مُواسِيَا
 
سُنُونٌ مَضَتْ وَالعَيْنُ حُسْنَكَ أَدْمَنَتْ
وَصوْتُكَ مِنْ واحِ القصيدِ أتَانِيَا
 
فَكَمْ لَيْلَةٍ طَالَتْ وَ يا لَيتَ مَا انقضَتْ
بِواحَةِ آلِ الشِّعْرِ تَنطِقُ مَا بِيَا
 
حَنَانَيْكَ لَا تمحُ القصيدَةَ كُلَّهَا
فَدُونَكَ لَا بَدْرًا يُنِيرُ اللّيالِيَا
 
أَيَا قُدْسُ لَا تبكِي (مُرِيدًا) فَإنَّهُ
أرَادَكِ حسنَاءً وَ ما كانَ بَاكِيَا
 
يِحُبِّكِ قدْ عاشَ الحيَاةَ مناظلًا
وَأنجَبَ فَحْلًا قالَ شِعْرًا مُدَاوِيَا
 
ألَا إنَّنَا حَقًّا فَقَدْنَاهُمَا معًا
وَ ليسَ بأرض الشِّعْرِ ما كانَ سالِيَا
 
إلَهِي! فُؤَادِي اليَوْمَ ألقى قصيدَهُ
حِدَادًا فَرَبِّي خَفِّفِ اليَومَ ما بِيَا
 
رحمكما الله وأسكنكما فسيح جنانه...
سنلتقي حتما يوما ما
 
فريد مرازقة القيسي
© 2024 - موقع الشعر