المؤثر / فصيح - فريد مرازقة القيسي

هُمْ يقبَلُونَ مِنَ المؤَثِّرِ قَوْلَهُ
وَصِيَاحَهُ حَتَّى وَ لَوْ بِالنَّبْحِ

فإذَا أتَاهُمْ شَاعِرٌ بِقَصِيدَةٍ
هدُّوا علَيْهِ ديارَهُ بِالقَدْحِ

لَوْ كانَ فِيهِمْ راقِصًا وَمُطَبِّلًا
لتقَبَّلُوهُ بِشُكرِهِ وَالمَدْحِ

فإذَا أرَدْتَ مكانَةً فِي عَصْرِنَا
هذَا فَلَا تَبْخَلْ بِفِعْلِ القُبْحِ

يَا شَاعِرِي ما عَادَ يجذِبُ أُمَّتِي
شعْرٌ وَ لا قَوْلٌ أتَى بِالنُّصْحِ

جُلُّ العُقولِ علَى الردَى مجبُولَةٌ
ترجُو كلامًا موغِلًا فِي الفَضْحِ

أمَّا القَصِيدُ...فَلَا أبِيَّ أتَى بهِ
إلَّا وعاشَ حياتَهُ بِالنَّوْحِ

هذِي نصيحَةُ شَاعِرٍ لأُخَيِّهِ
ارتح وَصفِّقْ دائمًا للصُّبْحِ

إيَّاكَ أنْ تهوَى القصيدَةَ عاشِقًا
ف( الشِّعرٌ جُرْحٌ نابِعٌ منْ جُرْحِ)

فريد مرازقة الجزائري
© 2024 - موقع الشعر