وردتي الروز - محفوظ فرج

سألتنيَ وردتيَ الروزُ
قالتْ :
من أين أتيتَ بجذري ؟
قلتُ : كنتِِ بسندانةِ فخارٍ صغرى
وثراكِ منَقَّى مما خلفَهُ
دجلة من طين الساحل
( اسمُ الله عليك )
ولكنكِ أدرى منّي بتفاصيلِ
جذورك
قالتْ : أنبتنا اللهُ
على طهرٍ وعفافٍ
في جلسةٍ سمرٍ في الألفِ السابع
قبلَ الميلادِ
كنتَ على ساحلِ دجلة تجلسُ أنتَ
وقيثارة
وتبادلُكَ النجوى تسندُ كفَّيها في رملِ الشاطئ
وتداعبُهُ بجدائِلها
فتنامى غصنٌ من بين أناملها
بعبير أسميناه :
( الروز ) يبثُّ عبيراً يشبهُ أنفاسَ
حبيبةِ روحك قيثارة
أو تعلمُ
أن الأنفاس إذا اتحدتْ في حبٍّ أكديٍّ
خَلَّفَتِ السوراتُ بها
أجملَ ما خلق الله
وأحلى مما فَتَّقَهُ النُّوّارُ
على أكتافِ الجبل الأخضر
أوتعلم أنَّ توالي الغيثُ بقورينا
دعانا متحدينَ على وقعِ الوابلِ
تحتَ غصونِ الغابِ
وحينَ توغلتُ عميقاً في عينيكِ
تيَقَّنْتُ بأنَّ الحبَّ المعقودَ بروحينا
ليس له حدٌّ ونهاية
لكنَّ خلافَ الخرّاصينَ بأرض النهرين
على معبدِ أور
كان سبيلاً للهجرةِ في أصقاعِ الكرةِ الارضية
لم يبقَ سوانا يَتَشَبَّثُ في موطنهِ الأم
لذنا خلفَ القصبِ البرديِّ
بأغوارِ الهورِ نراقبُ ما يجري
اعتصر الألمُ قلبينا
مما قُدِّمَ قرباناً للنهرين
لم نييأسْ
قلتُ : ما دمتِ معي
فلنقرأْ وِرْداً روحاناً في التوحيد
أقولُ : حبيبة روحي
إن غبتُ وراءَ الشَّعَرِ المسدولِ
على كتفيكِ
غطّي وجهيَ في
شالكِ كي تسريَ أنفاسكِ
في دورتيَ الدموية
© 2024 - موقع الشعر