حلم ردي!

لـ محمد زيدان شاكر، ، في الحكمه والنصح، 11، آخر تحديث

حلم ردي! - محمد زيدان شاكر

كُتِبَ الرَّدى للخَلْقِ حتَّى يَهْتدي
للعالَمِ الأبدي عند الموجِدِ

لا خُلْدَ في هذا الوجود وإنَّما
ذاكَ الخلودُ رهينُ شقِّ المَرقَدِ

والروحُ تخرجُ من جسومٍ ترتقي
سَئِمتْ مُساكنةَ الترابِ الأبْلَدِ

والروحُ سِرٌ لا سبيلَ لكُنْهِهِ
أو كيفَ يأتي بالحياةِ لجَلمَدِ

قد شُقَّ سمعٌ في التراب ومقلةٌ
وله فؤادٌ أي خلقٍ يغتدي

واشتدَّ عودُ الخلقِ يومًا فارتأى
أن يكشِفَ الأسرارَ عَقْلًا باليَدِ

يَسْتَكْشِفُ الدنيا يُزيحُ نِقابَها
أو أي شيئٍ كان قبل المَولِدِ

ولقد تمادى عند سَبْرِ وجودِهِ
رامَ العروجَ لِكَشْفِ سِتْرِ الموجِدِ

عقلٌ تعالى في الخيال مُصدِّقًا
أن لو يشاءُ لفكَّ رمزَ السَّرمَدِ

ولقد عَجِبتُ مِنَ التُرابِ وحالِهِ
إذ مِنْ غُرورٍ صار ربَّ المَعْبَدِ

أوَلا يرى أنْ كُلُّ شيئٍ ينتهي
ولنا حَصادٌ في صحيحِ المَوعِدِ

والشَّيبُ يأتي للأنامِ مُحذرًا
والضَّعْفُ بعدَ العزمِ يُنبِئُ بالغَدِ

قُلْ للترابِ إلى التراب رجوعُهُ
أم ما أتاهُ حديثُ كُلِّ مُبَدَّدِ

ولسوف تُمْطِرُكَ السماءُ بِنَفْخَةٍ
ويُقالُ أُنبُتْ يا ترابُ تَجَدَّدِ

وهُناكَ تُدركُ يا غَرورُ بأَنَّنا
في غَفْلةٍ كُنّا وفي حُلُمٍ رَدي

هذا حديثي قد أتاكَ مُفصلًا
فاركعْ لربِّكَ يا غَرورُ أو اسْجُدِ

© 2024 - موقع الشعر