صغيرات في زمن الحرب - محمد زيدان شاكر

قامَتْ تُنَدِّدُ بالعِدى وتُهَدِّدُ
تَسْتَقْذِرُ الفِعْلَ الأثيمَ تُفَنِّدُ

قامت وسُخريةٌ تُطَوِّقُ ثَغْرَها
يا قاتِلَ الأطفالِ خَوفَكَ تَعْبُدُ

لازلتَ بالإفكِ القديمِ مُدَنْدِنًا
أرضي أُريدُ وأنتَ أنتَ مُشرَّدُ

وتقولُ إنَّكَ مِنْ صغيرٍ تَتَّقي
رَشْقَ الحجارةِ حين تَقذِفُها اليَدُ

أمستْ لعمري كالرصاصِ بِكَفِّهِ
إنَّ الصغيرَ مؤيدٌ ومُسَدَّدُ

تغزو السَّماءَ كأنَّ جيشًا في المدى
لازلتَ تُرعِدُ كالقرودِ وتُزبِدُ

وجمَعْتَ مِنْ كُلِّ البلادِ كِلابَها
يا ذُلَّ أرضٍ مِنْ كِلابٍ تُقْصَدُ

صَرَخَتْ كأنَّ النارَ في أوداجِها
ولها لهيبٌ في السَّماءِ يُصَعَّدُ

قد أقْسَمَتْ باللهِ أنْ سَتُزيلُهُمْ
وتُقَتِّلُ الأوغادَ قتلاً يُشْهَدُ

يا ابنَ الزِّنا يا ابنَ الخَنا يا ابنَ الرَّدى
لا تَحْسَبَنَّ صغيرةً تَتَرَدَّدُ

قالتْ سأمشي فوق جُثَّتِكَ الَّتي
تُمسي قريبًا بالنعالِ تُمَدَّدُ

هل تَعْجَبونَ مِنَ الصِّغارِ تَكلَّموا
أم تعجبون من الصغار تَوَعَّدوا

مَنْ كانَ مِنْ صُلْبِ الأُباةِ فإنَّهُ
أسدًا يُزَمجِرُ بل وعَنقا تولَدُ

ما راعَها صوتُ الرَّصاصِ مُدوّيا
ما هَزَّها مَرأى القواصِفِ تُرْعِدُ

وَقَفَتْ على أرضِ اليَقينِ كأنَّها
يوحى إليها ما تقولُ وتُنْشِدُ

أَتُرى عَجِزْنا أنْ نَكونَ كَطِفْلَةٍ
صَرَخَتْ كَجِرْذٍ مِنْ بلادي تُطْرَد

تَرَكَتْ حُقولَ الوردِ دونَ قِطافِها
وَأَتَتْ إلى دربِ الكرامَةِ تَقْصِدُ

أَلْقَتْ بِدُمْيَتِها وحُقَّ لها الدُمى
لكِنَّ بِنْتَ العِزِّ عِزًّا تَرْصِدُ

وَيْحي عَجِزْنا أنْ نَكونَ بِعَزْمِها
ويحي عَجِزْنا بِالبَسالَةِ نُوقَدُ

يا بِنْتَ غَزَّةَ قد أَتَيْتِ عَجائِبًا
وعَجائِبُ الأطفال نصرًا تَعْقِدُ

© 2024 - موقع الشعر