الفقد

لـ حيدر شاهين أبو شاهين، ، في الرثاء، 6

الفقد - حيدر شاهين أبو شاهين

مَا نَفْعُهُ الْعُمْرُ إنْ لَمْ أَلْقَ خِلّانِي
وَهَل سَألقى هَناء دُون أَقْرَأَنِي

أَمْضَيْتُ عُمْرِيَّ وَالْأَحْزَانُ تَتْبَعُنِي
وَاللَّوْنُ أَسْوَدُ لَمْ أَعْرِفْ ﻷلواني

أَنَا مُذ ولِدتُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ تَقهَرُني
رِيحُ السَّمُومِ وَهاقَدْ جَفَّ بُسْتَانِي

مَنْ لَمْ يَعِي كُتُبَ التّارِيخِ يُنكِرُنِي
وَمَن تَثَقَّفَ مِنْهَا نَالَ أَرْكَانِي

كَأَنَّهُ الْجَّوْرُ مَكْتُوبٌ ﻷمَتِنا
وَالْيَأْسُ عِملَتُها صُكَّتْ بِرنَّانِ

وَالْفَقْدُ مَقْبَرَةٌ لِلطَّيِّبِينَ بِهَا
وَالْحُبُّ مَدْرَسَةٌ لَمْ تَأْتِ إنساني

ياحامِلَ النَّعْشِ قُلْ لِي كَمْ سَتَتْرُكَني
يَا حَامِلَ النَّعْشِ إنَّ الْمَوْتَ أغواني

هَذَا الَّذِي يَحْمِلُ التَّابُوتُ سُحْنَتَهُ
إنْ لَمْ يَكُنْ كُلِّي فاسْمِي وَعِنوانِي

هَذَا الَّذِي يُبكِي هَذِي الْعُيُون دَمًا
لَا لَيْسَ لِي أَبَدًا مِنْ بَعْدِهِ حاني

لَمَّا تَنَاءتْ مجامِيعٌ لَهُ حَمَلَت
خَلْفَ الْهِضَابِ وَلَم تَرنُ ﻷشجاني

ضَاقَتْ عَلَيَّ حَيَاتِي مِن مَرَارَتِهَا
وَضَاقَ صَدْرِيَّ مِن فقدي لِخلَّانِي

يَارَبِّ كَيْفَ لِخدِّ فِي الثَّرَى حُفِرَت
يُرْمَى بِهَا نِصْفْي دُوّنَاً عَنِ الثَّانِي

يَارَبِّ كَيْفَ لَظَىً فِيهَا وَقَدْ رَمدَت
آثَارُ جُذوَتِها تُزكي لِنيرانِي

لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي دُنْيَا تُفَرِّقُنَا
عَنْ مَنْ نُحِبَّ وَتَرمينا بِأحزانِ

لَا تَتْرُكُ الْقَلْبَ مَحْزُونًا بِكُربَتِهِ
بَل تَحتَسِيهِ كَخَمْرٍ دَمَّهُ الْقَانِي

فَالْمَوْتُ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي لِنَشوَتِها
بِنْتُ اللِّئَامِ كَهِندٍ كَيَدِهَا جَانِي

أُولِمْتُ مِنْ فَقدٍ قَد هَدَّنِي بِأَبِي
لَكِنَّ مقتَلَتي فِي فَقْدِ أوطاني

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بقلمي حيدر أبو شاهين .

© 2024 - موقع الشعر