ما على الدنيا حسافه - محمد بن ديجم بالحارث

ما على الدّنيا حسافه ولا منها غناه
لا صفت يومٍ وقفّا لفى يومٍ غبر !

والعمر له رحلةٍ ما تعكس الاتّجاه
رحلةٍ يحتاج ركّابها عزم وصبر..

انتهقوا والهقاوي مثل طوق النّجاه
والظّروف ودورة الوقت مثل المختبر

من يجاهد في حياته وياصل منتهاه
ما معه غير المقدّر صغر ولاّ كبر

من قسا وقته وحطّم امانيه وعصاه
ياخذ من اللّي حصل له مفاهيم وعبر

ومن شقيقه حيّ لا يتركه لوّ يحداه
الشّقيق يقوّي العزم ويزيد الشّبر

لا يكابر في وصاله ولا يبحث خفاه
ولا يخلّي الوقت يبعده لو باع وشبر

يسمحه لا زلّ واخطا ويصبر لا جفاه
الصّبر محمود والمغفره تقوى وبر ..

ما بلانا الاّ النوايا العقيمه والوشاه
ولا جعلنا شتات كون المكابر والكبر

فان تجمّعنا على العزّ حي الله نباه
ما تفرّقنا لو الوقت يجبرنا جبر

وان تفرّقنا وحنّا على قيد الحياه
ما يجمّعنا بعد ما نفارقها القبر

© 2024 - موقع الشعر