سل الرسول

لـ ماجد حميد حسين، ، في المدح والافتخار، 12، آخر تحديث

سل الرسول - ماجد حميد حسين

سَل الرَّسُول الْأَعْظَمُ مِنْ لَهُ بِالْجَمْعِ مُحِبٌّ
فَقُلْتُ لَهُ مِنْ تَرَاهُ عَيْنَاه تَنْزِف بِالادُّمُع

دَعَوْنَاه فِي ضَحَّى عَرْش الْجَرَّاح
مِنْ جَفْنَه جَنَاة تَوَهَّج بالادمع

أَحَبَّة نَحْنُ عَلَى بَابِ النُّبُوَّةِ
تَخَشُّع النّائِبَات فِي الْبِلَادِ تتذرع

فَلَيْسَ لَنَا بِغَيْر أضرحة الْخُلُود
تُطْوَى حَرَارَة قُلُوبِنَا بِالْهُمُوم تَوَجَّع

بِالسُّرُور الْمُغبتين تَعَشَّق الطَّيِّبَات
وتجفى النخب بختام الزيارات تُسْمَع

نَمْضِي وَالسُّرُور طَهَارَة إشْرَاقُة لْلخُلُود
تُزَكَّى الْأَجِنَّة فِي الْأَرْحَامِ تتَشَجَّع

لربيع الْأَهِلَّةِ فِي عِدَّةِ الشُّهُورِ
تَمْر بِنَا الدُّهُور وَنَحْن بها نجزع

فَلَيْسَ لَنَا مِنْ غَيْرِهِمْ ندنوا
وأضرحة الْقَبَّاب لَهُم نجثوا ونمرغ

فَلَيْس شَفِيعٌ لَنَا دُونَكُم بِالْوُرُود
ووحوش العلسات لَهُم تترع وَتَفْزَع

أَفْئِدَة فِينَا فِدَاء لِقِيَام صَاحِب
الزَّمَان الْيَوْم وَغَدًا بِقُدُومِه نَتَوَسَّع

طُوفان مُقِلّ الدُّمُوع تندا الْكَوَاكِب
بِالسَّمَاء مِنْ بَعْدِهِمْ تَحُطّ وَتَفْرُغ

أَنَا بالعترة قَدْ بَلَغَنَا زَمْر الْمُخَالِف
وَاعْلَم الْمُلَّاك وَاَللَّه مَوْقِفٌ الْمَوْضِع

وكأننا أُمِّه فَرِيدَة يُقْضَى لَهَا
مَوَارِد تأسى لمَضَاجِع النُّبُوَّة نتذرع

فَإِنَّا قَدْ أَتَيْنَا الْقُدُوم للنبأ الْعَظِيم
لِأَنَّا نَعْلَمُ الْمَقَامِ عِنْدَ اللَّهِ الْأَعْظَمُ

وَنَحْن أَنَا مَتْنًا وَالْحَشَا طَعَن
بِنَا فذكراهم بالأحْزَان ذِكْرَى نتجرع

تَرَانَا شَيَّع النُّبُوَّةِ فِي عُمُومِ الْبِلَاد
يُفِيض الزَّمَان للطفولة أَشْمَط أَصْلَع

ترهات الزَّمَان تضجع الْأَجِنَّة
باجواف الْحَيَاة بالمواليد تُصْرَع

مِنْ الْبَرِّيَّة مِن ضَجُّوا بِالْبَلَاء رَاحُوا
لِحُبّ النُّبُوَّة تُكَفكف الضلوع تضوع

وَإِنَّا إِنْ ذَكَرَ آل النُّبُوَّة عندنا بمحفل
ضَجّ الْأَحِبَّة بالنياح وَقُلُوبُهُم تتَشَجَّع

فَمَن غَيْرِنَا أَحَبَّه لِلنُّبُوَّة يَوْم
الْوُرُود يَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ أَعْيُنَهُمْ وَتَفْجَع

فِينَا فَقَد الفلذات عِنْد الْمَسِير للْقَبَّاب
وَتُخْضَب بِالدَّم رَاح يتشحط وَيُكْرَع

وَإِن تزاورنا بشموخ الضَّرِيح تَرَانَا
كالشموع نَخِر سُجَّدًا لِلَّهِ ونسجع

فتزدان السَّمَاء بنياح الْمَسِير
وتتوج الْأَرْض بِأَصْوَات الْأَحِبَّة تقرع

وَإِن سَطَعَت أَنْوَار ذَهَاب الْقَبَّاب
تزهر السَّمَاء بوهج الْوَلَاء وَتُصَدّع

فِي أَنْفُسِنَا جُودٌ مُتَوَّج بِحُبّ
الْحُسَيْن لايقطع الْوَصْل بِنَا وَلَا يُوجَع

مَهْمَا قِيل فِينَا مَنْ وَشَاة الدَّهْر
بِأَن بِكَاة الأضرحة فَأَنَا لَن نجزع

فَأَنَا وَآل الْبَيْت مَصَابِيح تُنِير
الطُّرُقَات أَنْ أَحِلَّ الْجَوْرِ أَوْ أقْلَع

ومخالفينا مِنْ الْعِبَادِ أَنْفُسِنَا تَكَبَّل
أَرْوَاحَهُم وَالْأُمَّهَات فِيهِم تُثْكَل وَتَفْجَع

فَإِنّا إنْ طوتنا الْحَيَاة بِقُيُودِهَا
فَلَا تَجْزَع أَرْوَاحَنَا وَلَا تُقْرَع

فِينَا النُّبُوَّة وَآلِه طَلَب لِلْمُرَاد
تُجْزَى أَنْفُسِنَا وذنوبنا تَرْفَع

مَا إنْ ضَمِئنا وتلذلذنا الْمِيَاه دَعَوْنَا
اللَّه ثَأْرَنَا لَهُ مِنْ الْعُتَاة بِعَذَاب يَتَجَرَّع

وَإِن دُنُوِّة مِنَّا الْمُنْيَة منا حملنا
بالرفات فَأَنَا بكنف الْأَئِمَّة نضجع

وَإِنْ قَرَأْنَا الذَّكَر الْكَرِيم رمقنا
السَّمَاء فَرُحْنَا نَتْلُوا آيَات الْمَفْزَع

فَنَحْن بِحُبّ الرَّسُول وَآلِه نَقِف
بِوَجْه الطُّغَاة كَالْجِبَال لَا تنزعزع

لطمنا عَلَى الْخُدُودِ وَالْأَجْسَاد
لِلتَّشْبِيه بِيَوْم الْكُرُوب نَتَضَرَّع

فَوَيْلٌ لِلتَّكْفِير إنْ لَمْ يَبْدُوَا بِالنَّدَم
نتبرء مِن مَنَابِر كُفْرِهِم ونشرع

© 2024 - موقع الشعر