أبحث عمن تبحث عني - سمير محمد العنتري

«أبحثُ عن من تبحثُ عني»
«غزلٌ صامت»
 
هكذا يبدأ الحب
هكذا يبدأ المشوار
بالبحث عن حبيبة
عن نصف التفاحة
عن نصف العدالة
لتكتملَ الدائرة
وتزدانَ المائدة
وتبانَ الحقيقة
ابحثُ عن قانون ازاحة
وعن يوريكا يوريكا Eureka
من قِدمِ إغريقٍ وأثينة
إعلانُ فرحٍ وولادة
للأوهام نافٍ وللقلبِ شافِ
وللعلمِ حقيقة
ابحثُ عنكِ
في كل القصائد
ما خفيَ منها
وما هو سائد
في كل الألحان والقوافي
في الفيافي والمنافي
قلبي هنا وهناك
في دوامةٍ محتار
آهٍ وآهات
توهانٌ ومتاهات
يسابقُ العمرَ
مسرعاً
في كل الاتجاهات
لا يعرفُ الخطوط الحمراء
من غموضِ وقيودِ الحبّ
والطربِ الحزينِ
يعاني
لعلّ
صدفةً أو قدراً
يسعفنا معاً
فَتجْبنُ احزانٌ
وتزهو ليالِ
ايتها الحبيبة
ابحثي عنيّ
ولا تكلّي
في كل الأزقّةِ
في بطون الكتبِ
بين
حروفٍ وأساطير
ولا تملّي
ابحثي
في كل سردابٍ ومعبد
لا تهابي
فدخانُ قلبي أبيض
في كل أبراجِ النجوم
وحبّاتِ المطر
ولفائفِ الغيوم
في أعشاشِ العصافير
واوراقِ الشجر
في قممِ الجبالِ السوداء
كلماتي
ومضاتُ صمتٍ
وعشبٌ اخضر
رسمٌ على رمال الصحراء
في القلب أحافير
أيتها الحبيبة
لستُ أدري !
أأنتِ قريبة
أم
بعيدة ؟!
إن وجدتكِ
سأذوبُ
في ذوائبِكِ
واغفو
بين جدائلِكِ
وأُصْفي
عن الشعرِ
وتكونينَ
مِسكَ ختامِ
القصيدة
أيتها الحبيبة
عشقي لكِ
لكِ رهينة
أنتِ الوجهُ الآخَر
للقمر
للزمنِ
وما كَمَن
لماذا الخجل !
لماذا الحذر !
لا تَشيحي
بوجهِكِ
وشَعرِكِ
بهفوهِ
فشِعرِي لكِ
مشاعلُ برقٍ ورعدٍ
توقظُ العمرَ
من غفوهِ
لا أخافُ
من غرقٍ
في
بحرِكِ
فهو
بحورُ أشعاري
سما أحلامٍ وإلهامِ
فأنتِ إبصاري
وأقداري
© 2024 - موقع الشعر