معلومات عامة
تمت الإضافة
الدولة
السعودية
الموسوعة إضغط هنا
المعلومات المتوفرة عن الشاعر

الشاعر محمد بن قاسم بن محمـد بن عبـدالوهاب الفيحاني

إذا تباهى التراث العربي القديم بمصارع العشـاق ، وأفرد لمجنون ليلى صفحاته الكثيرة فإن في تراثنا الشعبي قصة لا تقل عنها ألماً ودراما ، وتمتاز عنها بأنها قصة حقيقة لاشك بصحتها كما هو الحال بالنسبة لقصـة المجنون التي يُظن أنها من نسج الخيال .. ألا وهي قصة الفيحاني : 

هو ] محمد بن قاسم بن محمـد بن عبـدالوهاب الفيحاني [ . ولـد في الفويرط بقطر سنة 1325هـ ( 1907م ) مـن أسـرة ثـرية فقد كان جده " محمد " أحد أشهر تجار اللؤلؤ في الخليج وهو صاحب دارين الشهيرة . 

جرب الفيحاني اليتم مبكر إذ توفيت والدته وهو في عامه الأول ، وانتقل به أبوه صغيراً إلى بلدهم الأصلي " دارين " ثم أرسله إلى الكويت ليتعلم في مدرستها المباركية ، وكان موعوداً بتجريب اليتم ثانية عندما توفي والده في الثانية عشر من عمره . 

أما حكايته فهي باختصار .. أنه قتيل الهوي الذي جمعه بابنه خاله " مّي " التي أحبها وكان على وشك الاقتران بها إلى أن بث شكواه بحبها في قصيدة رددها الناس في كل مكان ، ولما سمع بنو عمهـا القصيـدة أوقفوا ترتيبات الزواج وأقسموا على أن لا يزوجها له ، ولم يترك الفيحاني أحـداً لم يوسطه لعله يقترن بها وبنو عمومتها يزدادون إصراراً على موقفهم دون فائدة تذكر ، وزوّجوها لواحد منهم . 

وهكذا كبر جرحه وتحول إلى مرض عضال عجز الأطباء في مستشفى الإرسالية الأمريكية في البحرين عن علاجه .. فمات محمد الفيحـاني شاباً غضاً صريع العشق العفيف ، ورددت ا]ام قصائده الجميلة في بث الشكوى من الحب كما في قوله : 



           شبعنـــا مـــن عناهم وارتوينا 

                               وعنـــــد رســـوم منزلهم بكينا 

           وعقــــب فرقهـــم شنّا وحنّا 

                               وحنّينا وثـــــــم انّا عــــــوينا 

           وسايمنـــــا وساقمنــا وحنت 

                               لنا حتى المنـــــازل والعنينــــا 

           ونادينــــا وقلنــــا خبّروهــم 

                               ترانــــــا مــــن محبّتهم نعينا 

           ترانــــا مـــن مفارقهم نحلنا 

                               وكان فراقهـــــم طّوّل فنينـــــا



يقول الباحث طلال السعيد : " لم يكـن ابن عبدالوهاب خيالياً بشعره بل كان واقعياً بسيط الأسلوب سهل التعبير واضح المعنى سليم المقصد يترجم ما يحسه بعيداً عن التكلف والتعقيد . تساعــده على ذلك موهبته الفياضة التي فجرتها قسوة المعاناة ، فاستطاع التعبير عن مشاعره بشكل بالغ التأثير " . 

ومن قوله لما ازدادت آلام المرض عليه وأحس بقرب النهاية : 

           يا لزيمي قـــــول للي يـحفرا 

                               يوسع الملحـد على شان اللحيد 

           وايحجز بيني وما بين الثـرى 

                               عن عظام ناحـــــلاتٍ كالجريد 

          وانت يا دفّــــان ياللي تقبــرا 

                               يا مهيل الترب بالسرعة مجيد 

           يعرفون القبر من جا ينظــــرا 

                               يعـــــرفونه قبــر مذبوح الوديد 

           من صبر للحـــــب حتّى بتّرا 

                               زرع قلبه واودعه حبٍّ حصيــد 

وأفاد الباحث السعودي صالـح الذكير في مقال مهم عن الشاعر نشر في الزميلة " فواصل " أن وفاة الفيحاني كانت في يوم الجمعة 28 من ذي الحجة 1357هـ ( 1939م ) عن عمر لا يتجاوز الثانية الثلاثين .
© 2024 - موقع الشعر