طاعون العصر - أحمد أورفلي

ما بَينَ مَوتي وقَبري خُطوةٌ تُقضىٰ
وما بيَنَ حُكمِ الإلهِ ما قَضىٰ أرضىٰ

قالَ الإلهُ هَلُمُّوا نَحوَ مَغفِرَةٍ
لكنَّنا لَم نَكُن نَخشاهُ أو نَرضىٰ

بَل باتَ فينا مِنَ الأسقامِ خَشيَتُنا
بالبَيتِ مَضجَعُنا طاعونُهم قَضَّا

هذا الذي لا تراهُ العينُ يَحصُدُنا
ما عافَ جِنساً ولا مَن عَظمَهُ غَضَّا

متى نَتوبُ إذا ما اللهُ حَصَّنَنا
أو كيفَ يَرفَعُ مِن بَلوى عَتَت عَضَّا

توبوا إلى اللهِ قَبلَ الموتِ يَحصُدُكُم
ما نَفعُ بُرجٍ إذا أمرٌ أتى أرضَا

رُعبٌ قَدِ اجتاحَ قَلبَ النَّاسِ في عَجَلٍ
لَثمُ الوجوهِ عَلَيهِ البَعضُ قَدْ حَضَّا

فَلن تَرىٰ مِنْ رِجالٍ غَيرَ عَورَتِهِم
مِثلُ النِّساءِ خَلَعنَ السِّترَ والعَرضَا

يا للعَجائِبِ في الدُّنيا وراحَ بِها
دِينٌ ونُصحٌ فَمَا عُدنا لَهُمْ نَفضَىٰ

رَحماكَ رَبِّي فَمَا أغنَت بِنا أُذُنٌ
في النُّصحِ أو لَيتَنا نَحُضَّها حَضَّا

((الأديب أحمد أورفلي))
© 2024 - موقع الشعر