هَالَةُ الْقَمَر

لـ عماد الخزرجي، ، في الغزل والوصف، 125، آخر تحديث

هَالَةُ الْقَمَر - عماد الخزرجي

فِي لَوْعَةٍ طُولَ السِّنِينَ
لَطَالَمَا قَلْبِي انْتَظَرْ
فِي لُجَّةِ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ
الْجَاثِمِ مِثْلَ الْحَجَرْ
تَائِهٌ فِي وِحْدَتِي
رَاكِضًا تَحْتَ الْمَطَرْ
حَتَّى أُنِيرَتْ دُنْيَتِي
فَانْقَشَعَ خَوْفِي وَانْدَثَرْ
فَرَفَعْتُ رَأْسِيَ لِلسَّمَاءِ
قَاصِدًا ضَوْءَ الْقَمَرْ
فَوَجَدْتُ حَوْلَهُ هَالَةً
سَحَرَتْ عَقْلِيَ وَالْبَصَرْ
ضَحِكْتِ فَأَشْرَقَ عَالَمِي
وَهَذَى فُؤَادِي وَحَبَرْ
فَإِذَا بِبُسْتَانٍ بَهِيجٍ
وَرْدٍ وَزَهْرٍ وَنَهَرْ
وَنَخْلٍ حَوْلِي بَاسِقَاتٍ
وَزَرْعٍ أَخْضَرَ وَشَجَرْ
وَرَحِيقٍ وَقْتَ التَّنَاجِي
وَنَسِيمٍ حِينَ السَّمَرْ
وَمَلَاكٍ مِنْ ضِيَاءٍ
أَنَارَتْ صُبْحِيَ وَالسَّحَرْ
أُسِرْتُ بِحُسْنِكِ فِي ثَوَانٍ
فَسَادَ حُبُّكِ وَحَضَرْ
هَذَا الْبَهَاءُ وَذَاك الْجَمَالُ
آهٍ يَا قَلْبِي الْمُبْتَسَرْ
وَابْتِسَامَتُكِ لِي شِفَاءٌ
وَجَلَاءُ رُوحِي مَنْ كُلِّ شَر
وَعَبِيرُ عِطْرِكِ حِينَ اعْتَرَى
أَزَالَ همِّيَ وَفَطَر
أَمَّا هَوَاكِ فَبِلَا سَجَالٍ
قَدْ جَاحَ لُبِّيَ وَاسْتَقَر
فَإِذَا بِقَلْبِي خَافِقٌ
وَجَدْتُكِ قَدْ شَاءَ الْقَدَر
شَرِيكَتِي وَصَدِيقَتِي
وَحَبِيبَتِي أَغْلَى الدُّرَر
     عِمَادٌ الْخَزْرَجِيّ            
© 2024 - موقع الشعر