ثُخْنُ السَّدِيم

لـ عماد الخزرجي، ، في روايات وقصص، 45، آخر تحديث

ثُخْنُ السَّدِيم - عماد الخزرجي

فِي صَقِيعِ الْبَرْدِ بَاتُوا بَاحِثِينْ
فِي شُحُوبٍ عَنْ فَقِيدٍ عَنْ يَتِيمْ

إِذْ تَغِيبُ الشَّمْسُ فِي ذُعْرٍ أُفِيقْ
يَعْتَرِينِي سَوْطُ ضَرْبٍ مُسْتَدِيمْ

وَالضَّبَابُ الْحَالِكُ اجْتَاحَ الطَّرِيقْ
أَلْفِظُ الأَنْفَاسَ مِنْ ثُخْنِ السَّدِيمْ

أَنْطَوِي فِي حَيْرَةٍ أَيْنَ السَّبِيلْ
لاَ أَرَى شَيْئًا سِوَى جَرْحِي القَدِيمْ

أَوْعَدُونِي سَوْفَ يَحْمِينِي الْكَثِيرْ
مِنْ رَفِيقٍ مِنْ صَدِيقٍ مِنْ حَمِيمْ

لَكِنِ الْيَوْمَ اصْطَرَخْتُ النَّاجِدِينْ
لَمْ أَجِدْ غَيْرَ الصَّدَى لِي مِنْ نَدِيمْ

ثُمَّ لَمْ أَذْرِفْ دُمُوعًا مُنْذُ حِينْ
غَيْرَ فِي مَطْرِ السَمَاءِ مِنْ سَخِيمْ

قُوَّتِي زَيْفٌ وَ دِرْعٌ أَرْتَدِيهْ
فَوْقَ ضَعْفِي فِي هَوَانِي أَسْتَهِيمْ

هَشَّةٌ فِي رِقَّةٍ رُوحِي تَسِيلْ
مِثْلَ أَجْنَاحِ الْفَرَاشِ فِي النَّسِيمْ

أَهْمَلُونِي مِثْلَ أَوْرَاقٍ تَطِيرْ
مُزِّقَتْ أَشْلاَءَ فِي عُنْفٍ غَشِيمْ

حَدَّقُوا بِي فِي نُدُوبِي مُمْعِنِينْ
حَاوَلُوا إِصْلاَحَهَا يَأْسًا يُضِيمْ

مُغْفِلِينَ الْجَرْحَ فِي قَلْبِي الْعَلِيلْ
لَمْ يُحِسُّوا أَنَّهُ أَنْكَى جَحِيمْ

عِمَادٌ الْخَزْرَجِيّ          
© 2024 - موقع الشعر