ملكة الأحساس - برهان المعابره

صوت لامس شِغاف القلوب بعذبِه الفرات
احتلالٌ واجتياحٌ قسري لم نعهدهُ في السابقات
في كلّ قُطر ورُكن وأينما هبّت النسمات
في البيوت والزّقاق وعلى ارصفةِ الطُرقات
ركوباً جالسينَ أو تحتَ وقعِ الخطوات
مُتجمهِرينَ كنّا أو حالَ بيننا الشِتات
لا تفْتُر أسماعنا ولا تمل من عزفها للكلمات
غنّي يا صوتَ الحبّ ولا تتوقفي
فكم من قصّة عشقٍ كلّل صوتك ميلادها
وكم من قُبلةٍ ولِدت يسّرت الحانكِ مخاضها
وكم من رقصةٍ تجّلت حِيكَت على أنغامك حركاتها
وكم من الاقلامِ خطّت ومن فيضِ مشاعرك مِدادُها
حتى قِصص الفراقِ أبت إلا إحساسك قاضي طلاقها
أصرخي يا صوت القلوب ولا تتوقفي
زلزلي خِيم الظلامِ على مرقدِ الحالمين
فجّري عيون الحبّ للعطشى الثائرين
أرسمي قمر الشّتاء في سماء الساهرين
فملايين العشّاقِ بالشوقِ مُثقَلين
تعصفهم أعاصير اللّهفةِ والحنين
منتظرين أن تُمطريهم بزخّاتٍ من الامل
لطالما روت لديهم ضمأ السنين
غنّي يا أكسجين المحبّين ولا تتوقفي
فنحن شعبٌ يتنفّسُ حباً
وأما أنا فقد ابتُليتُ بداءِ عِشقها الوبائي
وعُدتُّ أطباء الهوى وما تركتُ أخصّائي
فعبست وجوههم بأن لا جدوى من شفائي
وبكلّ عنفوانٍ رميتُ عقاقير اليأس ورائي
وعاودتّ إدمانها بشغفٍ لعلّ دائها هو دوائي
فغنّي يا اليسا ولا ترأفي
© 2024 - موقع الشعر