الى حواء - برهان المعابره

اعتراف
 
أقولُ وقد هجرتُ لومَ النساء
أرفضيني سيدتي بكلّ كبرياء
وصدّيني يا أنتي بلا عناء
واقمعيني إن شئتِ تحت الأَرْضِ
أو فَوْقَ السماء
فالموتُ والحياةُ باتا لديّ سواء
حينَ أدركتُ أني لستُ بكِ جدير ...
فسحرُ عيونكِ الحوراء
وخصلات شعركِ الملساء
ووجهكِ الذي أشرق بنورهِ المساء
وكلّ ما يحويهِ جسدكِ المثير
يحتاج الى تقدير ...
وأنا يا ملكة كلّ العصورِ
لستُ بأمير
ويخلو دولابي من الحرير
وأكبرُ ما أقدّمهُ اليكِ صغير ...
أنا صمتٌ أمام أبجدية خطواتكِ
أنا ظلٌ أمام شمسِ ابتساماتكِ
أنا لستُ في دنيا الهوى
إلا كاتبُ تقارير ...
صديقي قلم
وحبيبتي ورقة
ومشاعري اوهامٌ وتصاوير ...
سأعلن عن رحيلٍ أبدي
ولكن بطعمٍ ولونٍ وردي
أختتمُ بهِ ليالي سُهدي
فإليكِ سيدتي مراسيمُ موتي
بآخر تقرير ...
سأرسمُ وجهي على سطح القمر
وأنقشُ إسمي على ورق الشجر
وأنثرُ عِطري على ضفاف النَهَر
وتحتَ أجنحةِ العصافير ...
وسأعزفُ روحي سيمفونية خُرافية
بأنامل سُحبٍ رعدية
تصدحُ بكل سماءٍ شرقية
كلما استُشهِدَ بينَ يديكِ عاشقٌ
أو حُرّرَ من قيدِ عينيكِ أسير ...
وسأحرقُ جسدي بنيرانِ عِشقي
وأنثرُهُ رُفاتاً في الأثير
ليَتغلغلَ بمساماتِ كلّ أنثى
فتُصبحَ أجسادهنّ
قبري الأخير ...
© 2024 - موقع الشعر