أم راس يابس - برهان المعابره

أنا من أعجز احساسه فحول الشعراء
وما انفكّت موهبتي بحثاً عن منافس

صنعتُ من دُرر الأبجديات سيفا
ووقفتُ بهِ على بابِ الهوى حارس

وصرعتُ بكلماتي ملوك البيان
ولا زلتُ على عرشِ المُحبينَ جالس

واحتكرتُ بمملكتي عيونَ الجميلات
وتركتُ العُذّالَ بين محرومٍ وبائس

حتى أشرقت شمسُ عينيكِ تمرداً
وزعزعتْ عرشُ كِبريائي الوَساوِس

وطوّقتْني سِهامُها من كلّ جانبٍ
وأردتْني ضعيفَ القُوى مهزوماً ويائس

لأجِدُني أمامَ حُسنكِ سيدتي عاجزاً
وما عُدتُّ أفرّقُ بينَ طِباقٍ وتجانس

بِمحضِ صورةٍ باتَ إلهامي عقيماً
وأنا الذي أسّسَ في الشّعرِ مدارس

فكيف لو تمثّلَ أمامَ عيني شخصُكِ
أو تجرّأَ أُنمُلي على وجنتَيْكِ ولا مس

حينها قد أُعيدُ بهِ كتابةَ التاريخِ
وأمحو منهُ ما كانَ من الرومِ وفارس

فلا بزغَ في سمائنا فجرُ احتلالهم
ولا وَجدَتْ إنتهاكاتهم فرصةً لِتُمارَس

ولا شابَتْ ثقافاتهم الدنيئةُ أفكارنا
ولا أُشبِعت ضغائِنُ طابورهم الخامس

وما توغّلَ الخوفُ أحلامنا البريئات
ولا نزلت دمعةٌ حرّه من عين الآوانس

ولكنّهُ قضاءُ العدلِ الديّان فينا
ولا نقوى على حُكمِ القضاءِ أن نُعاكس

هيَ أعلى من سقفِ الأماني بلوغاً
هيَ أبعدُ مِنَ المساجدِ عَنِ الكنائس

هيَ الحُلُم الذي لا تُبصِرُ ظُلمَتهُ نوراً
والمتوحّدة التي ليسَ لأحلامها فارس

يامَنْ أحطْتَ بقبضتِكَ جميعَ النساءِ
إذا لم تظفَر بتِلكَ فاعلم بأنكَ عانس

وإذا شعرتُم أن بوصفي لها اسهاباً
فاسألوا مِن مُدنِ لُبنانَ طرابلس

هُناك حيثُ أعلنت للعالمينَ تحدياً
وأطلقَتْ على نفسِها أمُّ رأسٍ يابس

© 2024 - موقع الشعر