يا حادي الأرواح

لـ حمود بن جارالله المزيني، ، في الصداقة والاخوه، 147، آخر تحديث

يا حادي الأرواح - حمود بن جارالله المزيني

هامت بهم ترنو إلى العلياء
كي تبرح َالأرضَ إلى السماء

ملهوفةً تاقت إلى مقيلها
لم ترتضِ السكونَ للغبراء

مشتاقةً لمنهلٍ عذب الرُوى
غرثى تعاني لفحة البيداء

ما أقرب الورود مهلاً فاصبري
وأتبعي الرجاء بالرجاء

ياحاديَ الأرواح إن طال السّرى
أسعف قوى الأرواح بالحداء

من لم تهم نحو المعالى روحُه
قد آنستها زحمة الغوغاء

فإنها في طبعها ثقيلة
مقدودة من صخرةٍ صَمّاء

واعجب لأقوام أقاموا عنوةً
وأقعدوا الدنيا على الأهواء

أحلامهم من حولهم قريبة
قد بدّلوا الرجاء بالإرجاء

ما أجمل العيش الذي قد طُرِّزت
أطرافه بالحبّ والوفاء

بالنّبل بالإيثار من كف النّدى
ونصرة المكروب في اللأواء

بكل معنىً في الوجود قد سما
تيجانه حكرٌ على الأكفاء

وأقبح العيش الذي تعاورت
في نهبه الأيدي من الإناء

لكنّ عيش َ المرء ظلٌ زائلٌ
ليس له عهدٌ على البقاء

وإنّما الخلود أسمى غاية ٍ
فلتأخذ المهر يد الحسناء

© 2024 - موقع الشعر