كتاب الله

لـ حيدر شاهين أبو شاهين، ، في الحكمه والنصح، 6، آخر تحديث

كتاب الله - حيدر شاهين أبو شاهين

ما كنتُ في يومٍ قرأتُ كِتابا
ككِتابِ ربّي بَهجةً وصَوابا

فلَقد لمستُ بهِ بصائِرَ تَجتَبي
مِنها القلوبُ تَفَُّكراً ورِحابا

وشممتُ من عطرِ الحروفِ عبيرها
ولَبِستُ مِن نسجِ الحريرِ ثيابا

وسرى بأورِدَتي ربيعُ زهورهِ
وكأنني قد ذُقتُ مِنهُ شرَابا

والقلبُ زالَ الهمُّ عنهُ بلحظةٍ
وكما يُزيلُ لُقا الحبيب عِتابَا

والروحُ منّي قد غَدتْ كَسحابَةٍ
بيضاءَ تروي بالسماءِ سَحابَا

والحبُّ أمسى فيضَ عطرٍ باذخٍ
وصَلَ الأنَامَ جميعَهم وأنَابَا

والعينُ مِن فيضِ الجمالِ تَجمَّلتْ
وغدت تَرى بالخُلقِ يوسفَ ذَابَا

يا إخوَتي لو تُدرِكونَ لِما أرى
مِن بعدِ وصلهِ بالرؤى أحبَابَا

عَبرَ الفؤادُ إلى عُلاهم عِندَمَا
رفعَ الإلهُ عنِ القلوبِ حِجابَا

لَوَصلتُمُ الرَّحمٰن دونَ تَردُدٍ
وأقمتُمُ الليلَ الطويلَ قِرابَا

وتَلوتُمُ القرآنَ حينَ تَفكُّرٍ
وسقَاكُمُ ربُّ العِبادِ رِضَابَا

مِن واحةِ الإيمانِ كانَ مِزاجُهُ
وشرِبتُمُ ومَﻷتُمُ الأكوابَا

وصَفَتْ قلوبكُمُ وأصبَحَ نورُها
يصلُ السماءَ ويبلغَ الأسبابا

هيّا اقرَعوا الأبوابَ كلَّ صبيحةٍ
يا فوزَ مَن للِه يَطرُقُ بَابَا

......................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر