حماة

لـ حيدر شاهين أبو شاهين، ، في المدح والافتخار، 4، آخر تحديث

حماة - حيدر شاهين أبو شاهين

هٰذي حماةُ وحسنُها لا يُوصَفُ
مِن ذِكرِها تَخشى الحروفُ وتَرجفُ

فيها الجمالُ يَفوقُ كلَّ تصوُّرٍ
في فِكرِ شِعرٍ أو خَيالٍ يُسرِفُ

لٰكِنَّنِي سَأزجُّ كلَّ فَصاحَتي
في عِطرِها فَلَعلَّ تَغشى الأحرفُ

وسَآخذُ الألحانَ مِن ناعورَةٍ
فيها تُطاولُ بالأنينِ وتَعزِفُ

وأصوغُ مِن عَبرَاتِها طوقاً لها
مِن غيرِها تِلكَ الحُلى لا تُقطَفُ

وأعودُ للتاريخِ مِن أبوابِها
فَهِيَ الَّتي بِأبي الفداءِ تُعرَّفُ

مرَّت بِآلافِ العُصورِ رُبوعُها
وبَقَتْ وزالَتْ للعُصورِ مواقِفُ

فَكنائِسٌ فيها تُجاوِرُ جامِعاً
وجَوامِعٌ نحوَ الكنائِسِ تُحرَفُ

والحبُّ مِن طيَّاتِها مُتَمكَِّنٌ
وسِوارُهُ حولَ المَعاصِمِ يُعقَفُ

مَن جائَها يَرنو شَواطِئَ نَهرِها
حُبَّاً أتَتْهُ بِطِيبِها تَتَلهَّفُ

لٰكنَّ مَن يَدنو إليها غَازياً
لمْ يعتَبرْ مِنْ سَالفيهِ سَُيُنسَفُ

مِن أجلِها العاصي عَصَا كلَّ الدُنا
وأتى يُعانِقُها ومِنها يَرشِفُ

ومُقَبِّلاً ﻷكفِِّهَا وتُرابِها
فَتُرابُها عِزٌّ إذا ما نُنصِفُ

لولا طهارةُ أرضِها ورجالِها
ما جَاءَها زينُ العبادِ يُشَرِّفُ

ورَقى شمالَ رُبوعِها جبلاً لهَا
وكمَشْهدٍ نَحوَ الأبيَّةِ يُشرِفُ

فهمُ الَّذينَ أَتَوا لِسِترَةِ أهلِهِ
بِلبَِاسِهم حُبّاً ولم يَتَزلّفوا

فيها الشَّهامةُ تَنتَشي مِن حاضرٍ
فيهِ الرِّجالُ على المُصَابِ تكاتَفوا

وأنا أُسِرتُ بِحُسنِها وبأخوةٍ
فيها أُفارِقُهم وقلبي يَنزِفُ

فأبو عُبيدةَ والأكارمُ أهلُها
ذَهَبٌ عَتيقٌ لا يُباعُ ويُصرَفُ

..............................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر