الجار والجوار

لـ أحمد أورفلي، ، في الحكمه والنصح، 8، آخر تحديث

الجار والجوار - أحمد أورفلي

مَالي أَرَى الجَّارَ صَادٍ صَوْبَ مَتْرَبَةٍ
إِنْ جِئْتَهُ لَنْ تَرَىٰ لِلوَصْلِ مِنْ هِمَمِ

هٰذا وذَاكَ الَّذي إِنْ فَاضَ مَوْقِعُهُ
يَحْتَالُ كَيْفَ الجَّنِي مِنْ مَرْتَعِ الِّلمَمِ

عَارٌ إِذَا كُنْتَ ذَا مَالٍ تُبَذِّرُهُ
والنَّاسُ مِنْ قَرْحِهَا تَعْتَاشُ في سَقَمِ

لَا فَرْقَ بَيْنَ اشْتِقَاقِ النَّاسِ مِنْ زَمَنٍ
فَالْكُلُّ خَلْقٌ وَكُلُّ النَّاسِ مِنْ أَدَمِ

جَارٌ قَرِيبٌ وخَيْرُ الدَّارِ إِنْ رُفِعَ
إِسْمٌ لهَا مِثْلُ أَهْلِ الطَّيْءِ وَالكَرَمِ

قُمْ بِالَّتِي تُحْسِنُ المِدرارَ إِنَّ بِها
تُنْجِيكَ مِنْ حَرِّ نَارٍ مَرقَدِ الأُمَمِ

اِجْنِ الثِّمارَ الَّتي تَأْتي بِلَا تَعَبٍ
فَالكَدْحُ في جَلْبِ مَالٍ دُونَ مُغْتَنَمِ

لا تَقْطَعِ الجُّودَ إِنْ كُنْتَ الَّذي أَمِلَ
حَيْثُ المُنَىٰ تَرْتَجِي لَوْ مَبْسَماً بِفَمِ

خُذْ نُصْحَ مَنْ قَالَ أَنَّ الرِّزْقَ مُعْتَمَدٌ
دَعْوَاهُ قَدْ تُقْتَنىٰ في الَّليْلِ مِنْ خُمَمِ _١

الرِّزْقُ مَقْسُومُ قَبْلٍ جَاءَ في سَلَفٍ
وَالَّلوْحُ مَكْتوبُ فِيهِ الصَّرْفُ بِالْقَلَمِ

لَا تَقْرَعِ النَّاسَ إِنْ عَانَيْتَ في مِحَنٍ
فالنَّاسُ لَا يُرْتَجَىٰ مِنْها وَلَمْ تَدُمِ

بَابٌ إِلى اللهِ خَيْرٌ مِنْ مُكَافِئِهِمْ
بِالَمالِ وَالكُلُّ مَنْ بِالسَّمْعِ في صُمَمِ

كُنْ طَامِعَاً في رَجاءِ اللهِ إِنْ صَلُحَتْ
يُمْنَاكَ بِالصِّدْقِ ثُمَّ الجَّارِ وَاسْتَقِمِ

سُبْحَانَ رَبِّي فَما تُعْنِي السِّنونُ لَهُ
فَالْقَرْنُ طَرْفٌ وَبَاقِي الدَّهْرِ كَالنَّسَمِ

تِلْكَ المَنايَا لَقَمْعٌ في حَوَاضِرِنَا
فَالمَوْتُ حَقٌّ وَمَوْتُ النَّاسِ بِالرَّقَمِ

((الأديب أحمد أورفلي))
© 2024 - موقع الشعر