أصحاب بين الحقيقة والسراب - محمود محمد خلف

سَلامٌ عَليكَ بقَدْرِ ما لَكَ مِنْ حَنِيْنْ
سَلامٌ عَليكَ بقَدْرِ ما مَرَّتْ سِنِينْ
 
سَلامٌ إلى ذاكَ الحُرِّ مِنْ هَذا السَجِينْ
لقَدْ مَرَّ ذُكْرُكَ عَابِراً كَطَيْفٍ هَجَينْ
 
يا صَدِيقَ العُمْرِ يا مَنْ كُنْتَ لِيَّ اليَمِينَ مع اليمينْ
يا رَفيقَ الدَربِ يا بِئْرَ أسراري الأمِينْ
 
كُنتَ خَيرَ مَنْ صَادَقتُ وعَضُدِي المَتينْ
كُنتَ أخي بِحقٍ ومَنْ عَليهِ في الشِّدَةِ أستعينْ
 
سوف أبْقَى هُنا رَغْمَ أنْفِ الحاقدينْ
سوف انتظرُ المَجِيئ لأنَّكَ لي مَدِينْ
 
احْتَجّتُكَ أمْسَاً وقبلُ أمْسٍ فَلَمْ أجِدْكَ
ولم تَكُن بَينَ صُفُوفِ الحاضِرينْ
 
نَضَبَ المَعِينْ وغَابَ عَنِّي مَنْ يَعِينْ
واجتُثَّتْ مِنِّي اليمينْ وغَلَبَ الشَكُّ اليَقِينْ
 
طَالَ الغِيابْ والجَفَا عَنْهُ أنَابْ حتى
أنَّ القَلْبَ مَاتَ وذَبُلَتْ وُرُودُ اليَاسَمِينْ
 
انْقَطَعَ الوِصَالْ وقَلَّ السُؤالْ حتى
تَدَاعَى جِدارُ صَدَاقَتِنَا الحَصِينْ
 
مَالكَ يا قَلبُ مَالكْ ما بَالُ حَالِك حَالِكْ
صَدِيقٌ رَحَلْ وَخَانَكَ مِثْلَ كُلِّ الآخَرِينْ
© 2024 - موقع الشعر