بين الحقيقة والاحلام

تَأتِينَ في الأحلام قَلْباً ناطِقا
ليت الحقيقةَ كلها أحْلامُ
 
ليت الذي بيني وبينكِ غَمضَةٌ
فتَزُورُ عينِي قُبلة فأنامُ
 
فالرُّوحُ قد فَزعَتْ لِلُقْيَا روحِها
كي يَستقِرَّ علَي الفؤاد سَلامُ
 
ومَسابِحُ الوجدان أَمسَى ذِكْرُها
وَلَهاً وَيُهديني الشَّذا أَنْسامُ
 
أنسامُ طَيْفِكِ في ثنايا غُرفتي
فإذا الأثاثُ تَهُزُّهُ أَنغامُ
 
أَنغَامُ ذِكرِكِ في لساني والصَّدَى
طَرَبٌ فأنتِ الشَّدوُ والإلهامُ
 
تأتينني عِطراً يَزُفُّ ليَ البَيا
نَ قصيدةً والحرف مِنكِ مُدامُ
 
فنَجوبُ مِثلَ بلابِلٍ تحتَ الظِّلا
لِ تراقصَتْ مِن لَحنِها الأَجْرامُ
 
وأَهاجَ في الآفاقِ طَيْفُكِ إذْ تَبَدَّي
سِحْرُهُ قَلْباً بِهِ آلامُ
 
فانزاح عنه السُّهدُ لَمَّا قد بَدا
وتَبَدَّدَتْ مِن وَصلِكَ الأسقامُ
 
والحُسْنُ شَلَّالٌ يُقَبِّلُ صَخْرتي
فَتَلِينُ عِشقًا عنده الآكامُ
 
صُبِّي عَلَيَّ مِن الجَمالِ قصيدةً
عَذْراءَ لَمْ تَرحَلْ لها الأَفهامُ
 
وابقي لِقلبي واحةً عند الهجي
رِ تَلُفُّنِي مامَرَّتِ الأيامُ
 
فيها قُطُوفُكِ دانِياتٌ بِالجَما
لِ وكلُّ قطفٍ مِن هواكِ مرامُ
 
وَلْتأخُذيني من عيونِ الناس بَيْ
نَ المُقلَتَيْنِ فلَسْتُ بَعْدُ أُضامُ
 
أنا شاعر أحيا بِنَبْضِكِ في حَشا
يَا أَضلُعِي ، أَمَّا الفراقُ حُسامُ
 
زِيدِي جَنانِي أَلْفَ عِشقٍ فوقَ عِشْ
قِي تَعجَزُ الأَعرابُ والأَعجامُ
 
عن قَدرِهِ فأنا بِمِحْرابِ الهُيا
مِ حبيبتي ذا العابِدُ القَوَّامُ
 
تَأْتينَ في حُلْمِي ربيعاً ضاحِكاً
تَحيا بِهِ الأزهارُ والآجامُ
 
تَهْويدِةً لِلنَّفسِ مِن حُزنٍ طَغَى
مُتَغَلْغِلاً نفسي لَهُ إعظامُ
 
تأتينَ غيثاً في فَيافِي رِحلتي الظَّ
مْآي فيَكثُرُ رِيُّها وطَعامُ
 
للَّهِ أنتِ وكلُّ حالكِ نعمةٌ
لولاكِ ما عَمَّ الفؤادَ سَلامُ
 
أَسْرَفتُ عمري في انتظاركِ نظرةً
أحيا بِها والمُرتَجَي أحلامُ
 
كُوني الحقيقةَ فاللقاء حياةُ قَلْ
بٍ مُتعَبٍ ، لِلروح أنت إمامُ
 
قُولِي (حبيبي ) مرةً أَنعَمْ بِها
فَيُظِلّ قلبي في الهَجيرِ غَمامُ