غياهب الترحال - محمد السيد خير

إن الحبيبٙ وإنْ تَباعَدَ دَربُهُ
يَوْمًا أراهُ وليسَ ذا بِمُحالِ
أَلَمُ البِعادِ أشدُ مِن وَقْعِ الرعُو
دِ علي فؤادي وانهيار جبالِ
ماللحبيبِ أناخَ عني وارتضَى
نارَ الجَوَي في واقعي وخيالي؟
أَسْتَعذَبَ الآهاتِ تَنهشُ خافقي
والبُعدُ غِربانٌ تَشُقُّ مَجالي؟!
مِثلُ الهَشيمِ حشاشتي في يومِ صَيْ
فٍ حارِقٍ والريحُ ليسَ تُبالي
تَلهُو بأشواقٍ تَعَذَّبَ نَبضُها
مِن راحِلٍ بغياهبِ التِّرحالِ
هٰذِي السحابةُ رَسْمُها مِن وَجهِهِ
والشمسُ طَلَّتُهُ علي الأطلالِ
لغةُ الدموعِ تَفيضُ مِن عَينِي بَيَا
نًا صادِعًا عمَّا يَجُولُ بِحالي
أَنْطَقْتُها لَمَّا لساني خانني
بِمشاعرٍ تعلو علَي الأمثالِ
أرسلتُها فوق الصحائف قُبلَةً
کَي تَمحُوَ الآلام بالآمالِ
يا دارَ محبوبي صَباحُكِ لؤلؤ
قد فاز مِن لَيْلِ الكَري بِنَوالِ
وتَنَفَّسَتْ أَضواؤه في أضلعي
فكأنَّهُ شمسٌ وألْفُ هِلالِ
فتَهَلَّلَتْ نفسي وزالت شقوَتي
واستسلمت لعيونه أقفالي
صَدقَ الهوي في مَسْحَةِ المحبوبِ
بستانَ الجَوَي في رِقَّةٍ وجَمالِ
دَامَ الوصالُ ودامَ طَيفُكَ يا(أنا)
مادام للعشاقِ مِن آجالِ
© 2024 - موقع الشعر