طائر السَّحاب - عمرو العماد

كان الظَّلام علي الربا مسلولا
والقلبُ في جوف الحصي مغلولا
حتي اذا فتح السراب عيونه
ألقيتُ مائي في سماهُ رسولا
 
ومَضيتُ أفْتَتِحُ الغمام بسرهِ
وأُمازج النسمات
و الترتيلا
غشت مغاويرَ السحاب أميرةٌ
كتبت علي باب السماء
" قتيلا "
 
 
فقربتُ من وجه السؤالِ أُريدُهُ
فلقاني الكهلُ العجوزُ
ذليلا
 
وأشار للباب
القديمِ محذرا
فرأيت فرسان السحاب كبولا
فتقدمت خطوات قلبي نحوهم
وسألت صمٌّ
لا يعون عويلا
 
وتقدم الخوف المذل بنابه
فرايت تغريب السماء
مهولا
 
 
وتبعثرت كل العقاربِ في دمي
وصدي ندائك "عدْ"
يجر ذيولا
فهزمت خوف الليل وسط رحابه
ومضيت أحمل من هواكِ
سيولا
 
فلتفتحي لي بابه
اني هنا
اشتاق أن
أبكي لديكِ طويلا
 
 
لما امتطيتُ ليلاء ليلك
باسلا
أيقظتِ في حمائما
وغليلا
 
وَقفَ الفُؤاد
علي بنانكِ دامعًا
بل ذائع الرعشات جفَّ مسيلا
 
 
وتمازجت أهْدابه حتي سري
ضوء الصباح
وقد رآه أصيلا
 
زعم النسيم
بأن صوتكِ في الفضآتِ
ينزف الي منكِ
نزولا
 
زعم النسيم
بان طيبكِ في الربا
صار العبير وقد رآه
طلولا
 
زعم التراب
بأن خطوكِ باسمٌ
صدق التراب
لقد سمعت هديلا
 
هذا التراب
شدا لخطوكِ فوقه
حتي سمعت لدمعهِ " تهليلا "
 
حتي بدوتِ
فكنتِ أنتِ المبتدا
و المنتهي
والبارقَ المعسولا
رسم الهلالُ علي شفاهِك ظله
فرأيتُ فيها للحياةِ سبيلا
 
يا أيكة الأحلام يا عينَ الصفا
يا راحة الارواح يا ترتيلا
 
هذي عيونكِ في دمي
أضواؤها
قد شَعَّ منها
نجمتانِ تجولا
 
فيفر من عيني احتراقٌ
هائجٌ
ويذوب قلبي
في البريق غسيلا
وتطل من نفحات وجهكِ نسمة
تشفي الصدور
فتستحيل خيولا
وتشق اهداب السكون
صفيةً
وتبوح في ظل الغدير
صهيلا
وتحوم حول الوجهِ
في صوفيةٍ
فاضت مواجدُها
فصارت نيلا
 
وعلي حجاب المقلتين
تعلقت
فأخَذْتِها خلفَ الحجاب
خليلا
 
ورميتها لما سكرتِ بخمْرِها
وهتكتِ سرًا
في سماكِ جليلا
 
 
قد صرت في جنباتِ عُشَّكِ طائرا
غني لمولده
فبات قتيلا
© 2024 - موقع الشعر