عصفورُ الأمَل - عمرو العماد

رَأيتُ الحُبَّ عصفُورًا يُداعب ذيْلهُ الأزرَقْ
ويغْسِل فى النَّدى ريشًا بلونِ الطَّيفِ قدْ أغرَقْ

ويرْسِل فى المدى نَغمًا يَبثُّ الشَّوقَ فى الأعمَقْ
ومنقَارٌ مِن الجنَّاتِ فَوقَ الرَّيحِ قَد أطبَقْ

يُناجِى النَّورَ فى هَمسٍ فيرقص ظلَّهُ الأخضَرْ
ويَرفعُ فوقَ عينيهِ حياءًا طَعمهُ أسكرْ

يدقُّ الأرضَ من قدمٍ فيجرى فى الثَّرى عَنبرْ
ومسكٌ فى جناحيْهِ يساقِط رحمةً أسحَرْ

أيا عصفورُ هل تدرى بقلبٍ ذابَ فى العطرِ؟
أشارَ وقولهُ أمرٌ فحارَ القلبُ في الأمرِ

فشدَّ بكفَّهِ قلبى فطارَ الخوفُ من صَدرِى
دَنوتُ وقُلتُ ياطيرى تعالى نجمَعُ القشَّا

ننسَّقهُ نزخرفُهُ ونبنى للهَوى عُشَّا
على الأحلامِ طوافًا يذيبُ غُصونها رعْشَا

فترقص روحُ أيكَتهِ وتتَّخذ السَّما فرشا
وتجلس بعضَ أنجمها على سيقانِ أقمارى

تدور كواكبٌ حملتْ بكأس الشوقِ مزمارى
فتسمعُ شدوهَا نورًا لهُ ضوءٌ بلا نارِ

أيا عصفور لى أملٌ سرى كالريحِ في الوادى
إذا ما زدتهُ يأسًا أطلَّ النُّور كالحادى

يحيلُ ممالكى شَوقًا إلى عصفورةٍ تدعو
يقومُ القلبُ يتبعُها ويركض ُ نحوها السَّمعُ

وعينى قبلُ قد راحتْ تتيهُ بموجها الصَّافى
فيا عصفور خُذ أملى يُنجَّي دمعىَ الخافى

© 2024 - موقع الشعر