حلم فى ذكرى الجنائز - عمرو العماد

دموعُكَ في هذا الغرامِ علاقمُ وشِعرُكَ عن بحرِ الحنينِ تشاؤمُ
تخرُّ صريعَ الذكرياتِ مُوَسْوَسًا فشوقُكَ ابليسٌ وقلبُك آدمُ

تطيعُ الغرامَ المرَّ في ظلَّ صَبْوَهٍ تهيمُ بها الأرواحُ والشوق ضارمُ
وتخرجُ من جناتِ عدْنٍ مكَّبلًا بألواحِ ماضٍ في المدي تتزاحمُ

فترثي لكَ النيرانُ وَهي حريقهٌ ويبكي عليكَ الدمعُ والدمعُ واجمُ
جنائزُ روحٍ نعشُها قلبُ عاشقٍ مُشَيَّعُها طرفٌ جَفَتْهُ العوالمُ

تنوحُ بكَ الورقاءُ في قاعٍ ظُلْمهٍ كأنكَ مَمْسوسٌ وتلكَ تمائمُ
ومن عَجَبٍ أني أذوبُ اذا شدت وأنضو بلادَ السهدِ والسهدُ نائمُ

ولي في مقامِ الريحِ ديرٌ وراهبٌ ولي في مقامِ الموتِ صبكٌّ وخاتمُ
فياراهبًا شاء الحنينُ بلاءهُ وياديرَ قهرٍ قد حَوَتْها الغَمائمُ

أذُوبُ من الكِتمانِ والسرُّ شائعٌ فيا رحمهً أين العذاري النواعِمُ
لأُخفي عذابَ الشوقِ في صدرِ فتنهٍ تمرُّ صبايا الحورِ والقلبُ ساهمُ

فمالكَ يا قلبي تصيدُ نسائمًا وتُحكِمُ قبْضَ الكفَّ والقبضُ ناقمُ
وتحرثُ ماءَ الليلِ تجني سفينهً بها الركْبُ موتي والقبورُ تنادمُ

وتُلقي لكَ الأمواجُ مجدافَ سَلْوَهٍ فتلقي شِراعَ الموجِ والسيلُ عارمُ
أتيتُكَ من صبرٍ عميقٍ دواءهُ فأبْتَ صريعَ الذكرِ والداءُ عاصمُ

لعلَّكَ نمتَ اليومَ في مهدِ طفلهٍ تنام ُبشوقِ أدْفَأتْهُ العواصمُ
فقلتَ مليكَ الشوقِ زِدْني صبابهً فاني حريقُ القلبِ والشوقُ سالمُ

ومادام شوقي في الأمانِ عيونهُ انامُ حبورًا و الرؤي تتعاظمُ
فأحلمُ أن الناسَ صاروا ملائكًا و أن أميرَ الحبَّ فيهنَّ حاكمُ

فَيَخضَرُّ موَّالٌ وتَعْبَقُ هالهٌ من الوجدِ تَكْسوني وتشدو الحمائمُ
ويسكِرُ أصحابُ النجومِ بطلعتي فقد صِرْتُ بدرًا في الفضا يتناغمُ

أهِلُّ علي الأنهارِ يبرُقُ ماؤُها وأنظُر للأكوانِ تُمْحي المظالمُ
فيا ربَّ لاتمنعْ فؤادي عذابهُ وهاتِ منامَ الشوقِ تفني العلاقمُ

© 2024 - موقع الشعر