صَيْحةُ نَذِير

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في الحكمه والنصح، 525، آخر تحديث

صَيْحةُ نَذِير - أشرف السيد الصباغ

وَقَفَ النَّذِيرُ بِأرْضِنَا يَتَعَلَّقُ
فَزَِعَ الفُؤادُ وَصَاحَ مَنْ ذَا يَطْرُقَ؟

قَالَ البَيَاضُ لَقَدْ أَتَيْتُكَ زَائرًا
لأُنِيرَ دَمْسًا بَعْدَ حِينٍ يُشْرِقُ

فَتَحَ الفُؤَادُ لِضَيْفِهِ مُتَهلِّلًا
وَمَضَى يَصُبُّ دُمُوعَهُ تَتَرقْرَقُ

قَالَ الفُؤَادُ لِضَيْفِه مُتَسَائِلًا
وَالقَلْبُ مِنْ خَفَقَانِه يَتَمَزَّقُ

كَمْ يا تُرَى سَيَكُونُ مُكْثُكَ بَيْننَا؟
أَنْتَ النَّذِيرُ وَبِالخِتَامِ تَدَفَّقُ

قَالَ البَيَاضُ وَقَد أَبَانَ بِقَوْلِهِ
مَا خِلْتُ يَومًا أنَّنا نَتَفرَّقُ

إِنْ كُنْتَ تَرْنُو لِلْحَياةِ مُؤَمِّلًا
طُولَ البَقَا إنِّي نَذِيرٌ أَرْمُقُ

هَمَسَ الفُؤَادُ لِنَفْسِه فِي حَسْرَةٍ
عَمَّا قَرِيبٍ شَعْرُ رَأْسِكَ يَبْرُقُ

فَغَدَا البَيَاضُ بِرَأْسِهِ كَسَحَابَةٍ
لاحَتْ فَصَاحَتْ لا مَحالَةَ تُخْرَقُ

مَرَّتْ عُقُودُ الدَّهْرِ بَينَ عَشِيَّةٍ
وَكَأنَّها طَيْفٌ يَلُوحُ فَيُخْنَقُ

كَمْ مِنْ سَفِيهٍ قَدْ قَضَى أَيَّامَهُ
بَيْنَ المَلاهِي وَالمَقَاهِي يَعْشَقُ

وَإِذَا أتَاه النُّصْحُ رَاحَ يَسُبُّهُ
وَبِحُجَّةٍ مَشْبُوهَةٍ يَتَشَدَّقُ

إِنَّ الحَياةَ طَوِيلةٌ فَانْعَمْ بِهَا
لا تَكْتَرِثْ بِئْسَ الخَبِيثُ الأحَمْقُ

يَا صَاحِبي شَتَّانَ بَيْنَ مُضلَّلٍ
وَمُخْلَصٍ يُهْدَى السَّبيلَ يُوَفَّقُ

يَا صَاحِبي مِنْ وَاجِبي نَصِيحَةٌ
كَالنُّورِ يَهْدِي الخَلْقَ حَتَّى يَرْتَقُوا

اِلْزَمْ سَبِيلَ الحقِّ وَاعْلَمْ أنَّهُ
لا يَسْتَوِي سَهْلُ الطَّرِيقِ وَخَنْدَقُ

شعر / أشرف السيد الصباغ
© 2024 - موقع الشعر