جَلْسةُ تَحْقيقٍ مَعَ شابٍّ عربيّ - عادل عبد الرحمن اليافعي

*****
سألوهُ : ما اسمُكَ ؟
أجاب : أحرفٌ مُترابِطة
في جسدٍ مُحطّمٍ ,ينتمي إلى أوطانٍ مُمزّقة ..
سألوهُ : كَمْ عُمرُكَ ؟
أجاب : عَقدينِ ونِصف
مِنْ القتلِ المعنويّ ,والّذي يمتدُّ إلى الأجل ...
سألوهُ : ما اسمُ أباكَ ؟
أجاب : تاريخٌ تمنّاني أن أكون
وهل يُعقلُ هذا ,وفي أوطانٍ تُصنّفُني مجنون ..
وإن إدّعيتُ الجهل غَصْباً كارِها !
ما نالني منهُم سِوى فقء العُيون.
سألوهُ : ما اسمُ أُمِّكَ ؟
أجاب : مدرسةٌ علّمتني الكثير والكثير
لَكِنَّ حُكّامنا ,يُحبّذونَ دائِماً التّغيير
وأن أبقى إلى الخلفِ أسير
لا شيء في وطني يسيرٌ أو يسير !
سألوهُ : ما اسمُ مدينتِك ؟
أجاب : مدينةٌ جميلة أشبهُ بِالأدغال
مَنْ يَسكُنُ فيها ,عليهِ بِالقِتال !
ومَنْ يَفِرُّ مِنها ,مصيرهُ الإعتقال ..
سألوهُ : ما مُشكِلتُكَ ؟
أجاب : وُلِدتُّ كي أموتْ !
وغيري وُلِدَ ليعيش
لكأنّي فَقدتُّ طَعمَ الفرح
في أرضٍ امتلأتْ بِالخيام بدل البيوتْ
سألوهُ : ماذا تُريدْ ؟
أجاب : لا رغبة لي في العُمرِ المديدْ ,
إِن وُلِدتُّ على هَذهِ الأرض مِنْ جديدْ ..!
*****
© 2024 - موقع الشعر