الذكرى حجر العثرة في سبيل تحقيق الأمل بلا رجعة - فدوى أحمد التكموتي

مات الأمل في محراب الجراح
 
وغدت أساطير العشق هاملت في كآبة جوليت
 
ورزق قيس المجنون بطفل وجع السنين
 
فكانت بلقيس تناجي صمتها الدفين
 
أين هو نزار أين ذاك الفارس الجميل ؟؟؟
 
صار العذاب والألم رفيقان
 
اسم له معنى في عيد الصيحة الأولى
 
لما صرخ وهتف للدنيا
 
أيا هذه جئتك فتى راضيا عصيا
 
فهلا أمطريني زحفا فتيا
 
وارزقني مطرا نديا
 
واعطيني شهادة ميلاد فيها كثيرا شيا
 
يا من كنتِ مكتوبة لي في الأزل
 
شقاءا عتيا
 
ماذا سيكون اسمي في هذه الدنيا
 
صمتت وكتبت على كتدرائية الذات
 
بعد تعميد خولي الروح
 
سيكتب لكِ اسما شهيا
 
فانتظري يا فتى فتيا
 
ستغدو بشرا عنيدا
 
كتب في شهادة الميلاد
 
بدلا من مخلوق له رقة وجدان
 
إلى فلاذ من حجر وجبال
 
هل سيكسر ذات يوم من الأيام ؟؟؟
 
ويصير ورق سلفان
 
تكتب فيه شرائح الوجود
 
مع لغة الوجود
 
فمتى كان إليه وله الوجود ؟؟؟
 
سقطت أوراق العمر بلا حسبان
 
وكانت لحظات تناسي النسيان
 
نسيان الألم والجراح
 
فغزا الشيخ كهولة الذات
 
وراح يتوسد أنين الذكريات
 
كأن مجد الروح
 
تسكن في طفولة منسية عبر ترسبات الأشجان
 
ناديتها من بعيد
 
أتدريكني يا أنا ... يا طفلتي إني بقسوة الجراح
 
ما عدتُ أدرك أني ورقة من شجر
 
لها دفئ رذاذ المطر
 
صار قلبي حجر
 
رزق يوما بقسوة البشر
 
عنيد معي هو الزمان
 
ألهذه الدرجة كانت السماء
 
غاضبة علي
 
ماذا تريدني أن أكون ؟؟؟
 
هل هو قلب طفل يلعب بحجر
 
أم إلى قلب لعب به قسوة البشر
 
فأضحى يطبخ دماءا
 
على أنقاض أشلاء الروح
 
تفتات قلب دماء جراح
 
مجروح
 
حتى أقصى حد من الحدود
 
من قسوة البشر
 
ناجيت روحي الطفلة
 
فاستحضرتها برهة
 
أسكنتني في دفأة
 
حنين , شوق , ظلال
 
كلها في لهفة
 
كانت لي في ثانية
 
وعشتها طول أيام عمري الماضية والآتية
 
فرزقت فيها بهدأة روحية
 
فجاءني المخاض على جذع ذكرى
 
عرفت أني في النوم كنت أسعى
 
وأن ليس لي والفرح إلا برهة
 
فصحوت من يقظة نومي
 
أدركت أني لن أُرِجَع تلك الطفلة
 
ماتت إلى حيث مات الأمل بلا رجعة .
 
الذكرى حجر العثرة في سبيل تحقيق الأمل بلا رجعة
 
بصوت وقلم : طفلة ناضجة
 
فدوى أحمد التكموتي
 
المغرب
© 2024 - موقع الشعر