غَزَل - عادل عبد الرحمن اليافعي

*****
مَالَتْ بِخاصِرةٍ كخاصِرةِ الغَزَالْ

وثبَ الجمالُ عَلى الجمالْ
يا صاحبي : إِنّي أرىْ أُسطورةً

لكأْنّما عُدنْا إِلى زَمَنِ الخَيَالْ
حيثُ المحاسِنُ تَشْتَهيْهَا الأعْيُنُ

وتُجِيبُ ما أمَرَ الفُؤادُ بِلا جِدَالْ
هَذيْ الأميرةُ يا صديق لِمنْ تكونُ ؟

مِنْ أجْلِها .. واللهِ قَدْ حَقّ القِتَالْ
هلْ يا تُرى أجِدُ السّبيلَ لِمَنْ أرى ؟

أمْ يا هوى تَدعُ الحزينَ بِلا وِصالْ ؟
العِشقُ زادٌ في الضّلُوعِ وفِي الدّمُوعِ

لَكنّهُ حِين الهُدَى مَرضٌ عُضَالْ
قَدْ صَابني هَذا الخبيثُ بِرميةٍ

مِنْ عِينِها ,فِي غَفْلةٍ ,وعَلى عُجَالْ
شدَّ الذِراعَ وقالَ لِي : يا غافِلاً

اِرْحلْ لَهَا ,الحُبُ يُوهَبُ للرِّجالْ
وَأَصَابني مِنْهُ كلامٌ جامِحٌ ,دَفَعَ

الفوارِسَ فِي الدِّماءِ إِلى النِّزالْ
سَأَبِيتُ عَشْراً فِي الخَلا مُتيقِّظاً

وأَطُوفُ سَعْياً فِي السّهولِ وفِي الجِبالْ
يا سَاقيَ ,هَلّا حَمَلْتي مُنهزِمْ ؟

إِنّ الهزيمةَ تُسْتسْاغَ ولا تُقَالْ !
* * *

عَلّيْ بِطرْفِ العِينِ أَلْمَحُ هِرّتي
ثُمَّ أرنُو .. بِين خدّيها النّوَالْ

قُبلاتُنا ,كَمْ تشْتهي ذَاكَ الرّحيقَ
ومِزاجُ كأْسِي فِي الهَوَى خَمْرٌ يُسالْ

هَلْ لِي بِقلْبٍ فَوقَ قَلبٍ بائِسٍ
كي أسْتفيقَ ,وما أزالْ ...

* * *
لَبِسَ الحريقُ سُفُوحَ قلبي واخْتفى

في بَهْوِهِ .. وأَنا الضّحيّةُ لا فِصَالْ
يا صاحبي إِنْ كانَ حَظّاً عابِساً

مازِلتُ بالصّبرِ ,وأسْعى إِلى المَنَالْ
أعلو السّحابَ العابِراتِ بنظْرةٍ

فَالقلبُ يَهوىْ الاِنْكِسارُ ,والاِرتحالْ ..
الّليلُ فِي عَينيّ حبيبتي يسْتريحُ

يا للجمالْ ! والشَّعرُ فِي حَالِ انْسِدالْ
وما نابني إِلّا نظْرةُ عابِثٍ

( والباقياتُ الصّالحاتُ ) إِلى زوالْ.
*****

© 2024 - موقع الشعر