حيِّ المرابِعَ - سعد مردف

حيِّ المرابعَ أحبَابًا ، و أصحابَا
و منزلا ًفي النخيل الخُضْر قد غابَا

و انشقْ عبيرَ رياحينٍ لها عبقَتْ
و سائلِ الطَّيرَ هل لا زلنَ أسرابَا

و هَلْ تثاءبَ ذاكَ الصبْحُ مبتسماً
و غازَلَ الوردَ ، و النُّوارَ إعجابَا

و كيفَ حالُ غُنيماتٍ لنا سَرحتْ
في جانبِ السَّفحِ لا تشبعْنَ أعشَابَا

يمضينَ لولا رعاةُ الشاءِ ما رجعتْ
لحيِّهِنَّ ، و لا غادَرْنَ أطيَابَا

إذاً لأدركْنَ حسنَ الريفِ منْ طرَفٍ
و كنَّ أطعمْنَ ذيبَ الغابِ أسلابَا

يا عطلةَ الصَّيفِ ما أخلفْتُ موعدةً
ولا تركتُكِ أَنَّ الرأسَ قدْ شَابَا

و لا هجرتُ المغانِي : أنَّني رجُلٌ
أصبحتُ أكتُبُ أشعَاراً ، و آدابا

لكنهَا سَورةُ الأيَّام قدْ صَرفتْ
أخا المودَّةِ حتَّى ودَّع الغَابَا

و سارَ عن دَوحِه ، و النهْر مرتحلاً
ليجرَع البُعْدَ ، و الأشْواقَ ، و الصَّابَا

عهدُ الصِّبا لم يزلْ في القلب منزلُه
لا ينطَوِي ذكرُه أرضًا ، و أحبَابَا

و إن نأيتُ فروحِي لا تفارقُهُ
أنَا هناكَ شعاعٌ فيه قدْ ذابَا

© 2024 - موقع الشعر