تَطاولَ ليلي - حسن الحضري

تَطاولَ ليلي فلم أصطبرْ
وبتُّ شجيًّا فلم أدَّثرْ

وكيف وقد عاورَتني شجونٌ
تفتُّ الأسى بفؤادي الوَجِرْ

ذكرتُ وصالَكِ قبل النَّوى
وقبل أقاويلِ واشٍ دُحِرْ

ففاضت دموعي وبان الكَرَى
وأمكَنَ منِّي الجوى فاستمَرّْ

صدَقتُ الهوى وطرقتُ المنى
فدانت إليَّ بما أنتظرْ

وما العيشُ إلا وصالٌ وهجرٌ
وقبضٌ وبسطٌ وكرٌّ وفَرّْ

فمِن كلِّ ذلك ما نال قلبي
فعينٌ تفيضُ وأخرى تَقَرّْ

فأمَّا التي هي فاضت فإني
أذكِّرُها الصبرَ فيمن صبَرْ

وأمَّا التي هي قرَّت فإني
أذكِّرُها الدهرَ فيمن ذكَرْ

فليس يضعضعُني عارضٌ
وليس يغطرسُني ما يَسُرّْ

© 2024 - موقع الشعر