تطاول ليلك - امرؤ القيس

تَطاوَلَ لَيلُكَ بِالأَثْمَدِ
وَنامَ الخَلِيُّ وَلَمْ تَرقُدِ

وَبَاتَ وَبَاتَت لَهُ لَيلَةٌ
كَلَيلَةِ ذِي العَائِرِ الأَرمَدِ

وَذَلِكَ مِن نَبَإٍ جَاءَنِي
وَخُبِّرتُهُ عَن أَبِي الأَسوَدِ

وَلَو عَن نَثاً غَيرِهِ جَاءَنِي
وَجُرحُ اللِسَانِ كَجُرحِ اليَدِ

لَقُلتُ مِنَ القَولِ مَا لا
يَزالُ يُؤثِرُ عَنّي يَدَ المُسنِدِ

بِأَيِّ عَلاقَتِنا تَرغَبونَ
أَعَن دَمِ عَمروٍ عَلَى مَرثِدِ

فَإِن تَدفُنوا الدَّاءَ لا نُخفِهِ
وَإِن تَبعَثوا الحَربَ لا نَقعُدِ

فَإِن تَقتُلونَا نُقَتِّلُكُم
وَإِن تَقصِدوا لِدَمٍ نَقصُدِ

مَتَى عَهدُنَا بِطِعَانِ الكُمَاةِ
وَالحَمدِ وَالمَجدِ وَالسُؤدُدِ

وَبَنيِ القِبَابِ وَمَلءِ الجِفَانِ
وَالنَّارِ وَالحَطَبِ المُفأَدِ

وَأَعدَدتُ لِلحَربِ وَثّابَةً
جَوَادَ المَحَثَّةِ وَالمِروَدِ

سَموحاً جَموحاً وَإِحضَارُهَا
كَمَعمَعَةِ السَعَفِ المُوقَدِ

وَمَشدودَةَ السَكِّ مَوضونَةٍ
تَضاءَلُ فِي الطَيِّ كَالمِبرَدِ

تَفيضُ عَلَى المَرءِ أَردانُهَا
كَفَيضِ الأَتِيِّ عَلَى الجَدجَدِ

وَمُطَّرِداً كَرِشاءِ الجَرورِ
مِنْ خُلُبِ النَخلَةِ الأَجرَدِ

وَذَا شَطَبٍ غَامِضاً كَلمُهُ
إِذَا صَابَ بِالعَظمِ لَمْ يَنأَدِ

تمت الإضافه بواسطة : سالم ال فروان
© 2024 - موقع الشعر