إذا ذكرتَ النَّوى - حسن الحضري

يا صاحبي هاجتِ الشُّجونُ لِمَا
قلتَ فلم أتَّخِذْ لها سَنَنا

لنا بهذا هبوبُ ساريةٍ
مِن فيضِ سهدٍ يطاردُ الوَسَنا

يحدو دموعًا كأنَّ حُرقتَها
نارٌ غَذَاها الهشيمُ فافتُتِنا

أبدعتَ فيما نَظَمتَ قافيةً
إنْ قِيلَ قولٌ فَصَدِّقَنْ حَسَنا

أتاكَ ربُّ القريضِ مؤتلقًا
يحدو بديعًا سحابُه هَتَنا

يا صاحبي إنما القريضُ بنا
عاشَ، فدُمتُم له ودمتُ أنا

نطْلقُ صيْحاتِنا مُجلجلةً
هناك تبدو وقد بدوتُ هُنا

يا لوعةَ الوجدِ قد تَقاسَمَها
قلبي وعيني، لقد سئمتُ عَنا

قل لي بربِّي أليس ينفعُني
وجدٌ أضاءت له الدُّجورُ سَنا

دعوتُ في البينِ كلَّ نائحةٍ
فألقتِ السَّمعَ تستزيدُ ثَنا

نؤمِّلُ الوصلَ لو يرقُّ لنا
عواذلٌ قد تعهَّدوا الإحَنا

ذكَّرتَني والفؤادُ مُدَّكِرٌ
وكيف يسلو الشُّجونَ مَن غُبِنا

يا صاحبي قدْ لها الفراقُ بنا
فما عسانا نقولُ منذُ دَنا

إذا ذكرتَ النَّوى ادَّكِرْ حَسَنًا
وسلْ له الوصلَ يَرفعُ الحَزَنا

دعوتُ قومًا إلى مسالمتي
قد جرَّدوا الضِّغنَ واقتَفَوا عَنَنا

فقل أفيقوا فليس مِن شِيَمي
صبرٌ على الظُّلمِ لو ألمَّ بِنا

© 2024 - موقع الشعر