لولا عيونك

لـ علي بن الساسي كرامتي، ، في الغزل والوصف، 48، آخر تحديث

لولا عيونك - علي بن الساسي كرامتي

تعلّمني مقلتاك احتراف الحنين
و عدّ الثّواني انتظارا لكلّ معاد جديد
و نظم القصائد ما اشتدّ بي ألم الوجد في ليل شوقي الحزين
أموت هوى في جميع تفاصيلك المُغْرِيَهْ
أموت من الحبّ في موج عينيك يحملني ..
في مداه إلى جزر الفرح المتعاود و النّشوة الدّائمهْ
أموت من الحبّ في ألق الذّهب المتهامي
ضفائر شعر على كتفيك
أموت من الحبّ في الجلّنار ..
تفتّح شلاّل حسن على وجنتك
أموت من الحبّ في ضحكة تترقرق في مسمعيّ لحونا
تذوب لها كلّ خالجة في كياني
أموت من الحبّ في بسمة أشرقت في حياتي
جداول نور أضاءت لها ظلمات وجودي
فيورق قلبي انتشاء
و يمسك كلّ ثواني الهوى الهاربه
و أغرق في موجة من خلود
أموت اشتياقا إليك و أنت معي
فكيف أعيش إذا فرّقتنا دروب الهوى
و ضيّعَنا الحبُّ في كرنفال الفراق العنيد
* * *
تسلّقتِ قلبي على درج من رخام الهوى
و وعد بعمر من الحبّ يأتي على فرس من أماني
يسافر بي من حضيض المآسي إلى قمّة من نضار السّنين
فكيف أعيش إذا طوّحت بي رياح الفراق
و حاصرني البعد في كلّ حين
* * *
تغلغلتِ في خافقي
كما يتغلغل في الأقحوان الشّذا
و لوّنتِ عمري بلون هواك
ففاض عيونا و ماج نخيلا و ضاع أريجا
و ماس فراديس من فرحة و فتون
فكيف أعيش إذا ما تبرّأتِ منّي
و أخرجْتني " آدما" من جنان هواك
و لا ورقٌ من كروم الأماني
فأخصفَه مئزرا يتغطّى به عري أحلاميَ الكاذبه
و سوءة وعد خؤون
* * *
بك القلب أزهر في عنفوان الشّتاء
توسّد نور النّجوم و نام قرير الهوى
و قد حاطه دفء أحضانك الهانئه
و عبّد ألف طريق إلى حلم يشتهيه
و عدّل دقّاته
على وقع أنسامك الهادئه
فكيف أعيش إذا ما نزعت فتيل الهوى ..
من قناديل قلبي
و أرديتني تائها في دياجي العمر
مضاعا على حافّة من دوار السّنين
* * *
أنا كوكب في مدار هواك
أسير كما شاء لي أن أسير
و أعرج في برْج شوقي المديد
و بي غلّة الظّامئين بصحراء في يوم حرّ شديد
و لا ظلّ يحمي من القيظ، لا نبع ماء معين
فكيف أحدّد دربي إذا تهت عنك
و ضيّعت بوصلة عشقي
و صكّ انتمائي لهذي العيون
* * *
أنا دون عينيكِ لا شيء إلاّ صدًى في وهاد
و ترنيمة ضيّعت لحنها في متاه الزّمان
و طفل يحاصره البرد و الحرب و الانهيار
يلوب شفاه المخاوف تأتيه من كلّ باب
و لا حضن يأوي إليه و يحميه من غرغرات الممات
و لا كفّ أمّ حنون
فردّي إليّ عيونك ترجِعْ إليّ الحياة
فإنّيَ لولا عيونك ما كان لي أن أكون
© 2024 - موقع الشعر