أَظَبيَةَ الوَحشِ لَولا ظَبيَةُ الأَنَسِ - أبو الطيب المتنبي

أَظَبيَةَ الوَحشِ لَولا ظَبيَةُ الأَنَسِ "
" لَما غَدَوتُ بِجَدٍّ في الهَوى تَعِسِ

وَلا سَقَيتُ الثَرى وَالمُزنُ مُخلِفَةٌ "
" دَمعًا يُنَشِّفُهُ مِن لَوعَةٍ نَفَسي

وَلا وَقَفتُ بِجِسمٍ مُسيَ ثالِثَةٍ "
" ذي أَرسُمٍ دُرُسٍ في الأَرسُمِ الدُرُسِ

صَريعَ مُقلَتِها سَآلَ دِمنَتِها "
" قَتيلَ تَكسيرِ ذاكِ الجَفنِ وَاللَعَسِ

خَريدَةٌ لَو رَأَتها الشَمسُ ما طَلَعَت "
" وَلَو رَآها قَضيبُ البانِ لَم يَمِسِ

ما ضاقَ قَبلَكِ خَلخالٌ عَلى رَشَأٍ "
" وَلا سَمِعتُ بِديباجٍ عَلى كَنَسِ

إِن تَرمِني نَكَباتُ الدَهرِ عَن كَثَبٍ "
" تَرمِ امرَأً غَيرَ رِعديدٍ وَلا نَكِسِ

يَفدي بَنيكَ عُبَيدَ اللَهِ حاسِدُهُمْ "
" بِجَبهَةِ العيرِ يُفدى حافِرُ الفَرَسِ

أَبا الغَطارِفَةِ الحامينَ جارَهُمُ "
" وَتارِكي اللَيثِ كَلبًا غَيرَ مُفتَرَسِ

مِن كُلِّ أَبيَضَ وَضّاحٍ عَمامَتُهُ "
" كَأَنَّما اشتَمَلَت نورًا عَلى قَبَسِ

دانٍ بَعيدٍ مُحِبٍّ مُبغِضٍ بَهِجٍ "
" أَغَرَّ حُلوٍ مُمِرٍّ لَيِّنٍ شَرِسِ

نَدٍ أَبِيٍّ غَرٍ وافٍ أَخي ثِقَةٍ "
" جَعدٍ سَرِيٍّ نَهٍ نَدبٍ رَضًا نَدُسِ

لَو كانَ فَيضُ يَدَيهِ ماءَ غادِيَةٍ "
" عَزَّ القَطا في الفَيافي مَوضِعُ اليَبَسِ

أَكارِمٌ حَسَدَ الأَرضَ السَماءُ بِهِمْ "
" وَقَصَّرَت كُلُّ مِصرٍ عَن طَرابُلسِ

أَيُّ المُلوكِ وَهُم قَصدي أُحاذِرُهُ "
" وَأَيُّ قِرنٍ وَهُمْ سَيفي وَهُمْ تُرُسي

© 2024 - موقع الشعر