عنب الاشتياق - علي بن الساسي كرامتي

*** عنب الاشتياق ***
 
***
 
أنا ما نسيت
و كيف سأنسى؟
أما كان بيني و بينك ينسى ؟
أ تنسى اللحون الوتر؟
أ ينسى السحاب المطر
أحبك أنت
و لا أشتهي في النساء سواك
و أيّة أنثى عداك
بوسع يديها احتواء جنون
و ثورة حبّي و خفقة قلبي .
و حين يداهمني فيضان الحنين
ألوذ بحبّك أنت
أحبّك أنت
و لا أشتهي قي النساء سواك
و أيّ محاولة للتراجع عن نسبي لهواك انتحار
فحبّك مطلع عمري
و مغرب كلّ حب سواه
هواك نهاري
و بعدك عنّي رحيل المنى في مدار الضياع
و نافذة من جنون
تطلّ على غثيان الدوار
و أيّ محاولة للخروج على ملكوت هواك
ممات على عتبات الزمان المضاع
* * *
هما المقعدان
على حبّنا شاهدان
و كلّ الزوايا بمقهى الغدير
ففي كلّ ركن لنا ألف ذكرى و ذكرى
 
و كلّ الكؤوس الّتي قد شربنا
و لم نشربِ
تحدّث عن لهفة الشفتين إلى الشفتين
إذا التقتا في اختلاجة شوق
يذيب الكلام الّذي قد حفظنا
فنذرك أنّ الجسوم لغات
و أنّ الشفاه هي الكلمات
و نمضي نساير هسهسة النّهر..
شاعرة تتغنى بشاعر
فكم ذا جلسنا على ضفّة الجسر..
نلقى حصا الشوق حينا
فيضحك ماء الغدير دوائر
و نلقى بفورة أجسادنا في مسام المياه
و ينصهر الجسم في الجسم..
في ثورة من عناق
و أسلم للنار روحي..
لأنّي أعشق فيك احتراقي
و أهوى اكتوائي في فورة الجسدين
لأنّي أجدّد في حبّك العذب ذاتي
إذا انتصر الخمر في القبلات
على عنب الاشتياق
© 2024 - موقع الشعر