قطارُ الحياةِ لئيمُ

لـ سامي النواصره، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

قطارُ الحياةِ لئيمُ - سامي النواصره

يخرجُ الأنسانُ منْ بطنِ أمِّهِ
ويعودُ الى الأصلِ وأصلهِ منْ ترابٍ
وبينهُما رحلةُ قطارِ العُمرِ
قِطار طوالَ رحلتِه يُقلني ولمْ أرَهُ
إلا وقدِ اختارَ لي محطاتٍ مؤلمةً
وكمْ توقَّفَ على محطاتٍ تقهرُ
تبًّا لكَ يا قطارَ رحلةِ عُمرِي
في بداية ِإنطلاقِكَ
تركتَني أتمتّعُ بجمالِ الإنطلاقِ
وَبدأتُ حيَاتي بجميلِها
حَنانُ أمٍ وعطفُ أبٍ وَوطنْ
ومِنْ حَولي الأصدقاءُ.. وكنَّا لبعضنَا أوفياءُ
وَتركتُ أول محطه
وكشفتُ أنَّ هذهِ مجرَّدُ خُدعَة
وما هيَ إلا محطةُ الإنطلاقِ
تُخبرنا وتُعلمنا أنَّ هُناكَ محطاتٍ ومحطاتٍ
كلَّها أسودُ منْ دخانِ القطارِ وأمرُّ منْ علقمٍ
قطارٌ ساخرٌ ..يسخرُ منّا تارةً بعدَ تارَة
بإستراحة بسيطة نلتقط معها أنفاسنا
نظنُّ أنَّ هُنا استراحةٌ وهٌنا سنبقَى
ويبدأُ القطارُ بحراكٍ بطيءٍ ببطءِ اليومِ الحزينِ
وبطءِ الأنفاسِ الخائفةِ المنقبضَةِ
لِيبدَأ برحلةٍ أخرَى لمحطَّةٍ أخْرى تلوَ أخرَى
وفي كلِّ مرَّة أرَى فيها كمْ أنتَ لئيمٌ يا قطارُ
أرَى أنَّكَ قاسٍ وأنَّكَ لا تريدُ للبشرِ أنْ ترتاحَ
وما أكذبَ ما نراكَ تكتبُهُ
منْ شِعاراتٍ على جُدران محطاتِكَ
إضحكْ .. إبتسمْ .. لا تكرهْ .. لا تحقدْ
لا تنكسرْ .. لا ولا ولا ولا ولا
ولكنْ لم نرَ منكَ يا قطارَ العمرِ
إلّا مرًا ومرا
 
وما تلكَ الفرحةُ أوِ
البَسمةُ إلا ثانيةً.. تمرُّ بها في استراحةٍ
وما هيَ إلا كالأنسولين لمريضِ السُّكر
أو كالكيماويُّ لمريضِ السّرطان
تريدُ أنْ تُطيلَ عُمرَهُ فَقطْ
لكَي يرَى أياماً أمرَّ وألعنَ مِنْ سَابقتِهَا
تمرُّ وعَلى كلِّ نوافذِكَ أقنعةٌ وأقنعَةٌ
فكلُّ سجلاتِ رحلاتِك قرأتهُا
ولم أجدْ بهَا إلّا نصَّ النُّسخةِ مُكررةً
بدايةُ الرحلةِ جميلةٌ ورائعةٌ
وتخرجُ منْ أوّلِ محطةٍ
ليحملَ المسافرُ معهٌ الذّكرياتِ
ترافقهُ بقيّةُ الأيامِ وطوالَ رحلتِهِ
لكنْ يبقَى دائماً ما هو مُكررُ
كلُّ الألمِ ..الخوفُ .. الجوعُ ..الفقرُ . الحرمانُ
المرضُ ..الفسادُ .. الضياعُ .. الخيانةُ
تشتيتُ فكرٍ .. تقليلُ ايمانٍ .. زرعُ الشّكِّ بالأنفُسِ
قتلُ الإبداعِ وكتمُ أفواهٍ وقمعُ حريَّاتٍ
باللهِ عليكَ .. لمَا تمرُّ بنا بهذهِ المحطاتِ
لما لم تخرجْ عن مساركَ بعدَ أوّلِ محطةٍ
لنحيَا على أقلِّ الإيمانِ .. تلكَ اللّحظاتِ الجميلةِ في حياتنَا
أو نمتْ دونَ أن نعانِي كلَّ هذهِ المعاناةِ
أيُّ وريثٍ هذا الإنسانُ
الّذي لا يرثُ إلّا كلَّ هذهِ الآلامِ
أيُّ أرضٍ هذهِ ورثناهَا
كأنهَّا شجرةٌ لا تحملُ ولا تطرحُ إلّا كلَّ بؤسٍ وعبوديَّةٍ
خوفٍ ورعبٍ وقهرٍ وخيانةٍ
أعلمُ أنَّ هناكَ منْ سيخرجُ ليسألَ
أين إيمانُكَ ؟
أين صبرُكَ
 
سأجيبُكَ لو ْلمْ أكنْ مؤمنًا صابراً وأستسلمتُ
هل وصلتُ على مشارفِ محطة خمسين!!؟؟
ولكنْ سأسألُك بعدَها
هل قلبُ المؤمنِ كتبَ عليهِ أنْ يبقى دومًا حزينًا؟
أو أنْ يحبَّ النَّاسَ فيكتشفُ أنّه ُمحاطٌ باقنعةٍ
قناعٌ يسقطُ معَ كلِّ محطةٍ
وأناسٌ لعلَّها مِثلي بكلِّ محطاتهِا وَرحلتِها
وآخرونَ بالأصلِ ضائعونَ منافقونَ لا حياءَ ولا دينَ
ولكنهُم عايشيييييييين"
ألشرطُ لنحيَا مثلَهُم أن نكونَ بأخلاقِهم؟
أجيبكَ أنا مرَّة أخْرى
واللهِ لنْ أكونَ ولنْ أقولَ إلّا "لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ"
اللهُمَّ إنّكَ رَبِّي وحدكَ ولا شريكَ لكَ
أنتَ ربّي وبكَ أستعينُ
© 2024 - موقع الشعر