في ذكرى سقوط الأندلس

لـ ضيف الله آل حوفان، ، في الرثاء، آخر تحديث

في ذكرى سقوط الأندلس - ضيف الله آل حوفان

تلك آخر مرة سُمعت بها أصواتنا
في الأندلس
وبداية حزننا العميق
خمسة قرون في التيه ِظللنا
كما تاه الذين قبلنا
ودّعنا قشتالة وغرناطة
وشربنا آخر كأس ملح
سلّمنا مفاتيح تاريخنا وبيوتنا
تحت مسمى الصلح
سلّمنا نساءنا لمحاكم التفتيش
سلّمنا كرامتنا
كسرنا ظهر الزمان ِ بمعول الخذلان ِ
ولم نأخذ معنا سوى ظلنا وكُتب النسيان ِ
أجبرونا على شرب النبيذ
وأكلنا لحم الخنزير
ولم نقل : لا
تنصّرنا رغم تُقيتنا
صرنا ندين بدين ( فرناندو )
ولم نصرخ : كلا
مات أبناءنا من الذل ِ
ونساءنا وبناتنا صرن
جواري في بلاط ( إيزابيلا )
لم يبقى من أسماءنا شيء أبدا
لم يبقى لطارق سميٌّ
لم يبقى أحدا
سوى أطلال كلما مررنا أمامها
خرّت لها قلوبنا حزنا ً سُجّدا
ما فائدة البكاء الآن
لا فائدة
فلا الدمع يشفعُ لنا
ولا كرامتنا عائدة
لا تسألوا : من أنتم ؟
نحن أجساد بلا أرواح
وهباء الجسدا
© 2024 - موقع الشعر