تاجٌ على رأس الزَّمَانِ استــوَى - سهام آل براهمي

* القصيدة *
من وحي الهجرة

تاجٌ على رأس الزَّمَانِ استوَى
رَمْزًا وَ لَمْعُ النُّورِ مِنْهُ ضَوَى

ذِكْرَى أضَاءَتْ لَيْلَ أرْضٍ فَأفْ
شَى النُّورُ سِرًّا فِي سوادِ النَّوَى

قَصَّتْ رَبِيعَ النَّصْرِ عِنْدَ الأُلَى
وَ الحظُّ رَقَّى مَنْ إلَيْهِمْ أَوَى

مِنْ هِجْرَةِ الأعْلامِ هَدْيٌ أَتَىَ
فِيهِ الَتَّحدِّي ، فَالضَّلالُ انطَوَى

وَ الكُفْرُ يَشْقَى مُذْ تَصَدَّى لَهُ
بُرْهَانُ حَقٍّ ، مِنْ سَنَاهُ اكْتَوَى

وَ الشِّرْكُ وَارَى وَجْهَهُ مُبْلِسًا
فِي خِرْبَةِ الأوْثَانِ، ثَمَّ انْزَوَى

قُرْآنُنَا مَرْكَزُ ذِكْرِ الهُدَى
وَ السُّنَّةُ اسْتَهْدَى بهَا مَنْ غَوَى

ذِكْرَى تُبَاهي بالنّبِيِّ وَ بِالْ
الأحدَاثِ حُبْلَى عَنْ كِتَابٍ رَوَى

فِيهِ اسْتَفَاضَ الخَيْرُ زَادَ النُّهَى
مَنْهُ اسْتَقَى الظَّمْآن حَتَّى ارتَوَى

و الآلُ والصَّحْبُ اسْتَلَذُّوا الفِدَى
كَمْ عَمَّرُوا بِالحَقِّ دَرْبًا خَوَى

أسماُهم قَامَتْ أسَاسًا بَنَتْ
أرْكَانُهُ بَيْتًا عَلاَ مَا هَوَى

مُنْذْ ارْتَقَى التَّارِيخُ عَرْشَ المَدَى
و البُرْجُ يعْلُو فِ وِفَاقِ القِوَى

زَادَ ارْتِفَاعًا فِي قِلاَعٍ وَفِي
رَوْضِ الضَّوَاحِي يَشْهَدُ المُحْتَوَى

يَا هَبَّةَ العِصْيَانِ إنَّ البَلاَ
فِي صَوْتِ شَرْخٍ بانْشِقَاقٍ عَوَى

الصَّوْتُ صَاحَ: الحَجُّ فِي كَرْبَلاَ
أزْرَى بِهِ تَارِيخُ حِقْدٍ غَوَى

قَالُوا: وَ عَاشُوراَء رَمْزُ الْبُكَى
و اسْتَجْلَبُوا تابُوتَ وَهْمٍ طَوَى

مَهْمَا أَثَارَ العَصْفُ مَوْجًا طَغَى
وَ الخُبْثُ أَذْرَى حُمْقَهُ فِي الهَوا

إنْ كَانَ للأصْحَابِ فَخْرُ الألى
نَحْنُ الوَرَى لِلدِّينُ بَيْتًا ثَوَى

رَغْمَ انْفِتَاقِ الهَرْجِ نَحْنُ كَهُمْ
دَرْبًا عَلَى نَهْجِ النَّبِيِّ اسْتَوَى

رَايَاتُ عِزٍ رَفْرَفَتْ فِي العُلَا
و الغَرْسُ أصْلٌ ثَابِتٌ مَا التَوَى

صَلِّ إلهِي ثُمَّ سَلِّمْ عَلَى
طِبِّ الفُؤادِ النَّفْثُ مِنْهُ الدَّوَا

و الآلِ و الصَّحْبِ وَ فِي إثْرِهِهِمْ
مَنِ اقْتفَى الخَطْوَ وَ هَدْيًا نَوَى

© 2024 - موقع الشعر