قـــلــم لـسـانــك تمت يوم / 28 / 11/ 2015 - سهام آل براهمي

ثَقُلَتْ بِألْسنَةِ الأَنَامِ حَقِيقَةٌ
خَفَّتْ عَلَى صَدْحِ الحَكِيمِ مَقَالاَ

إذْ أنَّ قَوْلَ العَالِمِينَ بِحُجَّةٍ
كَمَحَجَّةٍ للطَّاعِنِينَ مِثَالاَ

للشَّاهِرِينَ سِيَاطَ جَلْدٍ سُمِّمَتْ
فِي صَرَّةٍ للمُطْلِقِينَ جدَالاَ

للقائِمِينَ النَّائِمِينَ تَفَكُّهًا
مَاضِينَ في خُبْثِ اللُّعَابِ نكَالاَ

يُبْلُونَ فِي رَصْدِ العُوَارِ بغيْبةٍ
يَنْمُونَ مِنْ قَرْضِ اللحُومِ ثِقَالاَ

تُحْييكَ يَا عبْدَ الإلهِ مكَارِمٌ
تُفْنِيكَ إنْ أَبْطَلْتَهَا إبْطَالاَ

أَولَيْسَ إِفْسَادُ النُّفُوسِ بِمُضْغَةٍ
فَسَدَتْ ...وَإنْ صَلُحَتْ تُشِعُّ جَمَالاَ

فالقلبُ قِدْرٌ خافِقٌ غَلَيَانُهُ
بِمَعَادِنِ الطّْبْعِ الذِي قَدْ مَالاَ

وِلِسَانُ حَالِكَ مُغْرَفٌ و َمُحَرِّكٌ
وَقَنَاةُ صَرْفٍ تَرْجَمَتْكَ خِصَالاَ

قَلَمٌ لِسَانُكَ واللُّعَابُ مِدَادُهُ
(م) المَاضِي كِتَابًا وَثَّقَ الأعْمَالاَ

إنْ جَاهَر الأَسْرَارَ، كَاشَفَ عَوْرَةً
أوْ أُفْلِتَتْ طَلَقَاتُهُ إهْمَالاَ

مِنْ غَيْرِ إعْمَالِ العُقُولِ بِفِقْهِهَا
وَحِسَابِ نَاتِجِ مَا يؤَرِّقُ بَالاَ

قَتْلَى اللِّسَانِ جَوَارِحُ الإنْسَانِ مِنْ
خَوْضٍ يُثِيرُ فَتِيلُهُ إشْعَالاَ

فإذَا لَفَظْتَ القول كَانَ كَطَلْقَةٍ
خَرَجَتْ لِتَشْهَدَهَا الجَوَارِحُ حَالاَ

كانَ التَمَنِّي تَتَّقِيهِ بِكَفِّهِ
قَبْلَ الضَّيَاعِ ، وَأسْرِهِ إذلاَلَا

قَبْلَ التَّحَوُّلِ مِنْ أَسِيرِ لِآَسِرٍ
عِنْدَ الشَّهَادَةِ ، خَاصَمَتْهُ جدَالاَ

ولِأنَّ تِرْيَاقَ اللِّسانِ حَلاَلُهُ
يَشْفِي العَلِيلَ إذَا أَسَالَ زُلاَلاَ

فاخْتَرْ مَنَ التِّبْيَانِ رَطْبًا طَيِّبًا ِ
كَمْ مِنْ هَدِيرٍ أَوْرَثَ الِإذْلاَلاَ

خَيْرًا فَقُلْ لِتُصَانَ أَوْ فَاصْمُتْ تُقَى
منْ شَرِّ قَوْلٍ حَمَّلَ الأثْقَالاَ

و الزم فَضَاء تَحَرُّرٍ بِثَوَابِتٍ
تُضْفِي عَلَى صَفَحَاتِ وَجْهِكَ فَالاَ

تَأْتِي الإفَادةَ ، لُبَّ كُلَّ فَضِيلَةٍ
تَأْتِي خُلاصَةَ مَا يسُرُّكَ حَالاَ

تُؤْتَى العزِيمَةَ وَاسْتِقَامَ إرَادَةٍ
فِيهَا احْتِكَامُ مَبادِئٍ إجْمَالاَ

واسْمَعْ إلى صَفْوِ التَّنَاصُحِ واتَّبِعْ
صَوْتَ المُرُوءَةِ واشْمَخِ اسْتِقْلاَلاَ

بِمَجَامِعِ الأقْوَالِ تَوِجٍيهُ النُّهَى
فِقْهُ السَّبِيِلِ إجَابَةً و سُؤَالاَ

وَأَتَاكَ فِي الوَحْيَيْنِ فَرْضُ وِصَايَةٍ
وَعَرَفْتَ فَالْزَمَ حَدَّكَ اسْتحْلاَلاَ

أذْكَى الرسُولُ مَقَامَ كُلِّ مَقولَةٍ
والله أعلَى في المقامِ مقالاَ

© 2024 - موقع الشعر