تمت وتم القول - ناصر بن نهار الثعلي

يا سامعين القاف صلوا على النبي
عدة نبات العشب والأشجار

الأولة نطلب من الله الهدى
رب العباد الواحد القهار

الواحد المعبود خلاق البشر
عالم دبيب النمل بالأسحار

ومن بعد ذكر الله نبدأ ونبتدي
بخير الكلام وننظم الأشعار

أشعار من بالي وفكري ومنطقي
ما سقت فيها بالثمن دينار

نقيتها من كل نقداً يعيبها
مثل العسل يجناء من الأثمار

مثل العسل والدر من شمخ الذراء
وأحلى من الماء ساعة الأفطار

للصائم اللي صام في لاهب الضماء
وأحلى من الفرحة بأخيذ الثار

ومن قبل ما أبدأ النصح وأبدي مشاعري
أطلب من أهل المعرفة معذار

أن كان حصل قصور من غير مقصدي
فأنا بشر وأصل البشر غرار

فيا سامع قولي فهاذي هديتي
عليك وأنته ما عليك أجبار

خمسً على ماحب قلبي نقيتها
وأهديتها لأهل الوفاء والكار

أخذ الذي منها يوافق لمذهبك
وما تتركه ماطلب عنه مخسار

الأوله حافظ على الدين وأجتهد
حتى تصير بزمرة الأبرار

وتفوز بالجنة ورضوان خالقك
وينجيك ربك من لهيب النار

والثانية والديك يا عظم حقهم
عليك كان أنك سليم أفكار

أعمل لطاعتهم وداوم لبرهم
قبل يجيك مقصف الأعمار

تراك مرهون لهم في حياتهم
وبعد الممات ألهم حقوق كثار

منها السبيل وحنسةً ما تمنها
وترحم المعبود واستغفار

ألهم عسى الخلاق يمحى نذونهم
هذا ولا تلحق لهم مشوار

والثالثة في حق ربعك تكمله
من كل باب صغارهم وكبار

تقدر الشايب وتأخذ بخاطره
وترفأ خمال الجاهل الهذار

تترك خطأ الجاهل علشان عاقله
لو الخطأ متردد( ن ) تكرار

أحذر على بعض الخطايا تعاتبه
من عاتب الجهال لزم يحتار

من عاتب الجاهل تبين معايبه
لو كان جوده للعرب مدرار

وربعك ولو عابوك بالقول فرفهم
صك الوحي ماكن شئً صار

لا تلزم الهزله عليهم تعدها
وتخلي الجزلة تروح أهدار

الزم مكارمهم وهمل عيوبهم
وخلك لهم دايم ذرا وستار

اشقح خطاياهم وكمل لمجدهم
وبأعراضهم حذراء تجي هذار

ولا تسمع النمة ولا تتبع الردي
في حق ربعك يا عزيز الجار

ولا تقبل الميله عليهم من العدى
خلك بوجه المعتدي جبار

الرجل ما يلام من دون عزوته
مهما فعل لو كل شئً صار

وترى ربعك الأدنين درعك وساعدك
دونك يخلون الطوال قصار

تحشم بحشمتهم وتتجر بمالهم
وتأمن بهم من خصمك الغدار

والله ذكر في محكم الهدي وأنزله
على الرسول معلم الأخيار

أولالك الأدنين من دون غيرهم
أوصاك بالأدنين شق شعار

أوصاك رب العرش في جمع شملهم
بلين الجناب وغظة الأبصار

عن كل ما يدخله الشك في العمل
وتحفظ كرامتهم كما الأسرار

وليا حصل مابين الأدنين طلبه
تصلح خصومتهم بجزيل الشار

تصلح خصومتهم على ما يعزهم
وكثر الطلايب تخر الأشرار

وليا عصوك اليوم يرضون باكر
وتبدل الظلماء عليك أنوار

في رفض رايك يا فتى لا تعيبهم
هذا ولي بالمقبلات عيار

أن شفت ربعك عنك يذريهم الذراء
فأنته بنفسك يافتى بيطار

أنته على ما قيل بأرياك تقتدي
أن كنت ذو عقلاً وصاحب شار

جانب دعاويهم وسيب سبيلهم
وإلا ارتحل من دارهم لديار

وترزق بمن عنهم يعوضك برفقته
والرزق عند مقدي الأبصار

الرزق عند الله ما حداً يرده
والأجل عنده والرجال احرار

وأن كان مقصدهم عنادك وأيهانتك
ويحاولون ألك الردى بأصرار

زرهم وناقشهم عن أسباب غيضهم
وعطهم جزيل القول والمعبار

عساك تكسب ودهم بعد بغضهم
وتبدل الصبخأ عليك أنهار

وأن ما نفع فيهم فأعطهم حقوقهم
بالماس وإلا الصارم البتار

حتى ترجع كيدهم في نحورهم
ومن لا يجاز الناس أبوه حمار

يقولها راع المثل قبل أقولها
سوالفً لأهل الوفاء تذكار

من لا يجازيهم على قدر فعلهم
هذاك ماله في العرب مقدار

تسقط مقاديره وينزل من النظر
ولا عاد له قيمة ولا استعبار

بين الرجال أهل المواجيب والشرف
إللي لهم بالمعرفة مضمار

والرابعة فالجار والضيف والخوي
وصيتي يأهل الوفاء والكار

الجار مع جاره كما قال ربنا
شريك لو من أبعد الأقطار

كما يفسرها المعلم رسولنا
عليه صلوا عدة الأزهار

يقول جارك ناصحة لا تخادعه
وأدعه وكثر يمه المسيار

أليا دعاك الجار جاوب لدعوته
ولا توذي أولاده بريح قتار

إلا بقسمً يا فتى يقنعون به
وليا مرض كن له من الزوار

وأن مات يا مخلوق فأتبع جنازته
حتى تكون لجثته قبار

وأما حقوق الضيف في شيمة العرب
أهلا وسهلا قبل يبدي أخبار

وقبل يبدي أخبار دربه ولا زمه
كبشاً مربى في يدين تجار

كبشاً مربينه هل الربح فالغنم
وهذا يا جاهل واجب الخطار

إلا أذا حدك من الوقت حادي
الضيف ما هويافتى عسار

ميسورك الموجود والعذر يتبعه
لا تتركه وتقول ذا مرار

ينقد عليك الرجل والطفل والمرة
والبخل ما عمره يعز جدار

ولا تسئله مهما تطول أقامته
سوألك أله يعد شبه أنذار

اسكت وخله لين يبدي لك الخبر
وتعرف مقاصد طرقة الزوار

هذي حقوق الضيف يا جاهلاً أبها
أن كان تبغى الطيبه وتغار

وأما خوي الجنب تلزمك خوته
بحشمة وتقدير وكرم ووقار

حتى ليا فارقك يذكرك بالرضاء
ويطلب لك التوفيق بالأسفار

خوي جنبك لا تهاون بقيمته
ترى حقوقه فالمقام كبار

حقه على الرجال يرعى كرامته
ودونه يقف لو كان دهره جار

يرخص بعمره دون عمره وينصره
ومن ذل عن ذلك غشاه العار

والخامسة بالله يا سامعينها
أصغوا لها حتى تبين جهار

أحذر من الزله ومن عشرة الردي
وأحفظ لسانك لا يجي ثرثار

لا تعمل السيئة ولا تقبل الردى
وخلك من اللي تبعد الأنظار

زحول الرجال اللي بعيداً مرامها
والبوم ما يشقا به الصقار

والعفو عند المقدرة قمت العلا
ذروة سنام المجد للأحرار

واحذرك مجلس فيه ما حداً يقدرك
مجلسك فيه لراسك استسغار

وأحذر تجالس من يعيبك مجالسه
ولا تجلس إلا مجلس الأخيار

أذا بغيت تعز نفسك وسمعتك
جالس أهل المعرفه ثمار

جالس كرام القوم خل أرذالها
مجلسك مع راع الرذيله عار

والمال حذراء فالمضلات تصرفه
ولا تبذله للجاحد النكار

وأحذر عدو الجد لو بعد منزله
وإلا خدمك وزين الأعذار

مهما يطول الوقت حذراك تامنه
لو صار لك مثل الحفيد البار

والسر لا تفشيه مع سائر الملاء
من يفشي أسراره ندم وحتار

وأحذر ردي المعرفه لا تناسبه
أصحاء يجي من جملة الأصهار

تندم ولا تربح وتنشب مع الردي
وعند النهاية تحصل الأقدار

اختر لنفسك قبل تاقع وتنشبك
بيتً عزيز الساس والأسوار

بنت الردي لو أعجبتك بجمالها
عشقك لها يجلب عليك أضرار

ما تحفظ اسرارك ولا تستر القفأ
ويجي الولد منها عديم أبصار

ما ينطح الكايد ولا يمن ألخوي
ويفشلك وأن جات الأمور عسار

فيا مستمع ما قلت هذي نصيحتي
وأنته على ما تشتهي تختار

هذا حسب عرفي وقصدي ونيتي
والناس أنا أفهم مالها حكار

تمت وتم القول من فكر ناضمه
من ناصر القاضي ولد نهار

تمت وصلى الله على المصطفى الذي
وضح طريق الخير والأشرار

عليه أصلي عد ما ذعذع الهواء
وعد الجراد وعد طيراً طار

© 2024 - موقع الشعر