لمـــاذا - رضوان الحزواني

لماذا
 
 
لماذا؟
لماذا يَرَاعِي خَفَقْ؟
 
وَلابَ عَلَى شَاطِئٍ مِنْ حُرَقْ
 
أَمَا كانَ قَبْلاً نَديمَ النٌُّجُومْ
 
يُدَوِّمُ في لُجَّةٍ مِنْ عَبَقْ؟
 
فَحيناً يُمَشِّطُ شَعْرَ الضُّحَى
 
وَحيناً
 
يُدَغْدِغُ هُدْبَ الغَسَقْ
 
أََمَا حَمَلَتْهُ عَلَى جَانِحٍ
 
حِسَانُ الرُّؤَىَ فَارْتَقَى وَسَمَقْ؟
 
 
وَبَاحَ أَبُولّو عَلَى شَفَتَيْه
 
فَأَسْرَى إلى المنْتَهَى وَانْطَلَقْ
 
وَفِي سِدْرَةِ الشِّعْر صَلَّى البَيَانْ
 
وَنَاجَى الأقاحِي وَزَهْرَ الحَبَقْ
 
وَطَافَتْ بَنَاتُ القَوَافِي بِهِ
 
طَوَافَ الفَرَاشَات حَوْلَ الأَلَقْ
 
فَأَصْغَى لَهُ الكَوْنُ في نَشْوَةٍ
 
وَفَاضَ عَلَيْهِ سَنَاءٌ غَدقْ
 
وَلكنَّهُ الْيَوْمَ مَاذا دَهَاهْ
 
وَأَعْيَاهُ هَمُّ الهَوَى والرَّهَقْ
 
فَعشْتَارُ مَاسَتْ صِبَاً وَسَنا
 
تُغَنِّيهِ لكنَّهُ مَا نَطَقْ
 
لماذا الْقَوَافِي تَضُنُّ عَلَيْهِ؟
 
وكَمْ في ضُلُوعِ القَوَافِي خَفَقْ؟
 
 
يُكِدُّ الخَيالَ
 
فَلا كَوْكَبٌ يُضِيْءُ
 
وَلا خَمْرَةٌ مِنْ شَفَقْ
 
لماذا تَخاصمُهُ الكَلِمَاتُ
 
وَفِي رَاحَتَيْهِ تَأَبَّى الْوَرَقْ؟
 
لماذا تَهَيَّب حِينَ رَآكِ
 
وَحار عَلَى أَنمُلي
 
وَاحْتَرَقْ؟
 
لِمَاذا
 
أَمَامَ بَهَائِكِ خَرَّ صَريعاً
 
وَمَا عَادَ فيْهِ رَمَقْ؟
 
***
فَيَا لَلْيَرَاعِ الشَّهَيْدِ الْنَزِقْ!
 
وَيَا لَجَلالِ الجَمَالِ اتَّسَقْ!
 
 
مَعَانيكِ
 
فَوْقَ خَيَال الخَيَالْ
 
فَجَلَّ المُصَوِّرُ فيمَا خَلَقْ
 
بِحَارٌ تموجُ ولا شَاطِئٌ
 
وَلا سِنْدِبَادَ يَشُقُّ الأُفُقْ
 
فكَيْفَ أرومُ مَدَى المسْتَحيل
 
وَمَا مِنْ شِراعٍ إلَيْه سَبَقْ
 
فَلا تُنْكِري صَبَواتِ الجُنُون
 
"فبَعْضُ السَّفَائِن تهْوَى الغَرَق"
 
* * *
© 2024 - موقع الشعر