عذرا

إن كنت أنا المخطأ فعذرا وإن لم أكن أنا فمن يقول عذرا ؟
 
أأنا المخطأ عندما اتخذت الشعر عنواني ، أم الشعر مخطأ عندما سكن قلبي و جناني ؟
أأنا المخطأ عندما صاحبت قلما يكتب دررا من اللؤلؤ والجمان ، أم القلم مخطأ حين اتخذ مداده من أعضمي وأدمع شرياني ؟
أأنا المخطأ عندما قلت لا تنتظر من دنياك ندى ، أم الندى مخطأ حين ملك نفسي و وجداني ؟
أأنا المخطأ عندما قلت احذر دهرك يا صاح فإنه أرقم ، أم الدهر مخطأ حين زعزع عرشي ورماني بعيدا عن أوطاني ؟
أأنا المخطأ عندما قلت لا تفقد الأمل في شيء فكل شيء بالأمل يستمر ، أم الأمل مخطأ حين أضحى أنسي ومعواني ؟
أأنا مخطأ عندما قلت ومن لم تزده كلماتي عبرا فليس بعاقل وللحكمة يفتقر، أم الحكمة قد أخطئت حين استقرت في قلبي ولساني ؟
 
فمن العجب والعجائب قد صدقت ، أن ترى صاحب القلم يتخبط في دجى الأحزان
ومن الطبيعي والطبائع قد كذبت ، أن ترى صاحب العلقم يعيش فرحا في اطمئنان
 
أيا من يدعي الفهم وأنت جاهل ، لست تفهم قبل أن تعدل فأنت ترى الوهم والوهم زائل
وكم من يدعي معرفة الأشياء وهو في حقيقة الشيء جاهل ، وكم من يبتغي حقيقة الأشياء فهو في علم الشيء عادل
 
أأنا المخطأ أم من يا ترى ، فلست أفهم من المخطأ من الورى !
 
فيا ليتني لم أكن أنا ، وليت الشعر لم يخترني أنا
أن كنت مخطأ فعذرا ، وإن لم أكن أنا فالخطأ يقول عذرا .