الشّاعِر .. كَريم حوماري

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

الشّاعِر .. كَريم حوماري - محمد الزهراوي

الشّاعِر..
كَريم حوماري
 
صاحِب تَقاسيم عَلى
آلَة الجُنون
 
سئِمَهُ
هَوْلُهُ وَتسَلّلَ
مِنّا مُحْترِقًاً.
ضَوْءٌ طَرِيٌّ
اخْتَطَفتْهُ الرّيحُ.
كان يَرى في
ضِباءِ الْماءِ نوراً.
وَترَكَ الشّاطِئَ
خَجِلاً ..
بِبَوْحِهِ الْمُعَطّرِ.
رُبّما حَجّ إلى
بارٍ أوْ جنَحَ إلى
الظِّلِّ يَمْلأُ
بِالنّجومِ الأفُقَ..
ذهَبَ يَعُدّ القَواقِعَ
وَالْحَصى وَيَجْلبُ
الْمَطرَ لِلأعْشاب.
أوْ رُبّما هُوَ
البَحْرُ في خَرائبِ
لَيْلِنا ينْعقُ.
كانتْ لَهُ الْجَلبةُ في
القَصيدَةِ الّتي مِن
هُنا مَرّتْ.
كان طِفْلاً مَرِحاً في
العُيونِ شَهِيّاً في
الضّوْءِ والقَصَب.
دَعوني أنْحَرُ لَكُمْ
عِنْد مَثْواهُ فرَحي !
تبْكي الرّياحُ
وَالرِّمالُ عَلى الشّاطئِ.
وَالنّوارِسُ عَلى أبْراجِ
أصيلا تجَفِّفُ الدّمْع.
لا تسْألوا إلى أيْنَ
أدْلَجَتْ تَرْنيمَةُ النّهْر.
جَميلٌ أن يَعودَ إلى
النّبْعِ في أبَدٍ..
حَيْثُ فَراديسُهُ الْمَفْقودَةُ
وَيُخَلِّفَنا في أزِقّةِ
الْبَرْدِ نلْهَثُ كالصّفير.
يُلَوِّحُ صادِقاً..
بَعيداً يرْحَلُ وَأبْقى
كأُغْنِيةٍ أُجْهِضَتْ
أبْكي عَلى ما أخَذَهُ
مِنّي الوَقْت.
كُلّ الأوْراقِ سَقطَتْ
وَسَقَط الْقِناعُ
كُلُّنا في
هذا الغُبارِ
كَريم حوماري ؟
جَلَبَتُهُ خَلْفَ
امْرَأةٍ مِن الطيّنِ
لَمْ تذْهَبْ سُدىً.
وَمِنْ ظِلالهِ
اليابِسَةِ بَقِيَ
هذا العَبير
© 2024 - موقع الشعر