لن ينكـســـر الـحـلـم

((( لن ينكسر الحلم )))
للشاعر : حمدي الطحان
 
 
وكُنَّا إذا شئنا أُجِبنا لأننَّا
 
.................... علمنا الرضا بالدون عارًا و مأثما
 
 
وكنَّا أسودًا لا يَرومُ عريننا
 
.................... سوى فاقدٍ وعيَهُ أو مُطبَقِ العمى
 
 
وكانَ الضحا يرنو إلى الكونِ من هنا
 
.................... وكان الشذا والسحر والخير والنما
 
 
وإنّا سَبقنا العالمين بعلمنا
 
.................... وحُزنَا من الأسرارِ ما ظلَّ طلسما
 
 
وكم ذا علا فوقَ الثُّريَّا شموخُنا
 
.................... وجاوزَ مجدٌ قد بنيناهُ أنجما
 
 
فكيفَ استحالَ العزمُ فينا مُقسَّما
 
.................. وكيفَ غدونا خائرينَ و نُوَّما ؟!!!
 
 
أكانت بحقٍّ ثورةَ الحقِّ أَوردتْ
 
.................... بلا رحمةٍ جَمْعَ الطُّغاةِ جهنما
 
 
ودكّتْ جحورَ الشرِّ في كلِّ بقعةٍ
 
.................... ولم تُبقِ من تلكَ العصابةِ مُجرما
 
 
أم الثورةُ الغرّاءُ مرَّت كأنها
 
.................... صدى صحوةٍ للموتِ عادت مآتما ؟!!!
 
 
ومازال تُجَّارُ السياسةِ فوقنا
 
.................... ومازالَ شعبٌ يجرعُ المُرَّ علقما
 
 
هُنا القومُ في التّيهِ الرهيبِ تمزَّقوا
 
.................... فتلكَ صحاري الزّيفِ لا تُغلقُ الفما
 
 
سئمنا الأكاذيبَ الدّنيئةَ طوَّحتْ
 
.................... طموحاتِ جيلٍ كادَ أن يتبسَّما
 
 
فكم من حديثٍ ساحرِ الوقعِ ماكرٍ
 
.................... وكم من شعاراتٍ تُزلزلُ أَفهُما
 
 
و كم من صغيرٍ قد تعشَّقَ ذاتَهُ
 
.................... تَداعَى إلى الأضواءِ ظمآنَ مُغرما
 
 
وشيطانِ لَذَّاتٍ و مأوى جهالةٍ
 
.................... بدا اليومَ قِدِّيسًا نقيًّا و مُلهَما
 
 
فلا حبَّذا الإذعانُ ، والغدرُ مُعْلَنٌ
 
.................... وقد سِيقَ صُبحُ البائسينَ لِيُعدَما
 
 
وما عادَ إلاَّ أن نُفيقَ لنسلما
 
.................... فإنَّ دُجَى الأفهامِ أعتى من العمى
 
 
وما أبشعَ الثوراتِ إن ذاعَ نعيُها
 
.................... فليسَ انكسارُ الحُلْمِ إلاَّ التَّحطُّما
 
 
***********************************
*************************
******************