لن أتركك وحدك - أحمد علي سليمان

هذا القرارُ يسرّ العيشَ ، والدارا
والأهلَ والزوجَ والخلانَ والجارا

ويستحقُ تحياتي معطرة
أصوغها - بين أيدي الناس - أشعارا

قراركِ الشهمُ في الآفاق بدرُ دجىً
يشع والله - في الظلماء - أنوارا

يا من غمرتِ به دنياي مَكرُمة
وكان جُودكِ - للإحسان - تذكارا

أسعدتِ قلباً رثى مما يواجهه
واغتال سعيك أهوالاً وأخطارا

والروحُ سُرّتْ بما ناولتِ من منح
وأكبرتْ بَذلكِ الميمونَ إكبارا

والقرية احتفلتْ بما وعدتِ به
وهيأتْ - للتي تزورها - الدارا

وعبأت أهلها من كل باديةٍ
يستقبلونك زرّاعاً وتجارا

في موكب حملتْ صبيانه عَلماً
أما البنات فقد حملن أزهارا

ونسوة سِرن في سكينةٍ وتقىً
يخشين سُخط مليك الناس والنارا

وللملاءات - من فوق النساء - سنا
وكل فردٍ أتى – للحفل - مختارا

يرحّبون بمن جاءت تُشاطرهم
همّ الحياة ، وتزجي الخيرَ مِدرارا

جاءت تساعدُ زوجاً في رسالته
حتى يداويَ أوجاعاً وأوضارا

جاءت تشد على المعروف ساعده
وتؤْثر الشظفَ المسعورَ إيثارا

جاءت لتزرع - في البيداء - نبتتها
وإن - في قلبها - عزماً وإصرارا

جاءت لتردع نفساً ليس يردعُها
إلا التفضل إكراهاً وإجبارا

جاءت تروّضُ ذاتاً لا يُروّضُهاً
إلا التصبّر حتى تغسل العارا

إن الأنانيّة الكأداء مَخبثة
وكم تحمّلَ آثاماً وأوزارا

من عاش للنفس ماتت نفسه كمداً
وسوف يَعدمُ أعواناً وأنصارا

ومن يعشْ يبذلُ المعروف محتسباً
يَنجحْ ، ويفلحْ ، ويجن الخيرَ مغزارا

© 2024 - موقع الشعر