نصيحة ونصائح

لـ شائم الهمزاني، ، في العائلي والاجتماعي، آخر تحديث

نصيحة ونصائح - شائم الهمزاني

احفظْ فؤادَك من همٍّ ومن نصَبِ
وعشْ سعيداً بهيجاً غيرَ مكتئبِ

وكن حليماً طويلَ البالِ متزناً
بلا انفعالٍ وثوراتٍ من الغضبِ

ودعْ طعاماً كثير الملح ذا دسمٍ
واحذرْ غذاءً قليل النفعِ بالعُلَبِ

وكُلْ خُضاراً من الأسواق طازجةً
وخُذْ فواكهَ كالتفاحِ والعنبِ

واشربْ سوائلَ شتّى فهي نافعةٌ
والماءُ خير شرابٍ للورى النجبِ

وكنْ حكيماً بشرب الشاي معتدلاً
واحذرْ من القهواتِ الكثرِ واجتنبِ

ومارسْ المشيَ لا تقعد بلا حركٍ
وكن رشيقاً خفيف الوزنِ مثل ظبي

وابحثْ لسكناكَ عن بيتٍ بضاحيةٍ
فيها ابتعادٌ عن الضوضاء والصخبِ

وإنْ أصابتك يوماً وعكةٌ طرأتْ
فزُرْ طبيبك للتشخيص عن كَثبِ

والتبغُ أخبثُ ما يعْتاده البشرُ
فكم شرورٍ مع (التدخين) تنسحبِ؟

فأجتنبه وأحذر أن تجربه
فلست من شره تجني سوى النَّشَبِ

واتقي الله أن تهفو لمعصيةٍ
وأنأى بنفسك كي لا ذنب تكتسبِ

واسعد حياتك بالصلاةِ مسبحا
بحمد ربك حمدا فيه محتسبِ

والوالدين وذي القربى وذي الرحم
منك وفيك عليك وصلهم يجبِ

وأحفظ لسانك عن قيلٍ وقائلهِ
في غائب الناس وأحفظه من الكذبِ

والصدق بالحق إصدع فيه محتسبا
والصمت عن سيئات الخلق من ذهبِ

وأذكر عيوبك واسترها وعالجها
ودع عيوبا بخلق الله أن تعِبِ

واشكر كريما إذا أهداك مكرمةَ
بالشكر إصدح بصوتٍ شاديٍ طَرِبٍ

وأحذر لئيما بمعروفٍ تقدمه
ولا تودد جحود الفضل بالعتبِ

وكن قنوعا بمال الغير مكتفيا
بما لديك وللرزاق ترتقبِ

وللصديق الصدوق الجود فابذله
مبادرا قبل أن يبدأك بالطلبِ

وإن كبوت ومنك هفوةٍ بدرت
لا تبدي العذر مشفوعا به السببِ

فالاعتذار بلا أعذار واهيةٍ
كأنه الماء فوق النار منسكبِ

واقبل العذر في التقصير مبتسما
كأنما أنت منه غاية الطربِ

وأكرم الضيف جودا في كرامته
كما يجود كريم الذات في العربِ

وبالحسنات فادفع سيئاتهمُ
واكظم على غيظك بالصبرِ لن تخبِ

وداوم العرف بالمعروف مصطبرا
على جحود الجفاة اللحمِ والعصبِِ

وكن أمينا وموثوقا بمخبرك
كأنما قولك بالشهد منسكبِ

ضميرك الحي في سامي مبادئه
كالشمس إياك يوما شمسه تغبِ

لتبصر الحق حقا فوق باطله
فالشمس لا تحتجب بالشك والريبِ

والجد فيك إذا ما جد جدهمُ
في موقف الفصل بين الجد واللعبِ

وأحسن الظن لو ساءتك سيئةٌ
فربما لك يبدو الرأس بالذنبِ

وقدم الخير بالإحسان منفعلا
لله في خير خلق الله كالسحبِ

وأنسى الذي في سبيل الغير تبذله
فالمكرمات بمدح الذات تنذربِ

ولا تكن مشعلا للشر بالشرر
أو مسعرا ناره في جذوة الحطبِ

واحفظ لجارك جيرته وأنزله
منك بمنزلة المفضول ذي الرتب

وساير الناس لا بالكبر والبطر
بل سيدا في تواضع كونك الرحبِ

والظلم إياك ثم إياك تقربه
إياك تأمنُ مكر الله بالغضبِ

والدين دائنه كالسبع فاحذره
فلست بالعذر تنجو منه والهربِ

في غيبة الشخص لا تغتاب غيبته
في ذكر ما عنه تخفيه ، بلا ادبِ

ولا النميمة بين الناس تنقلها
فتشعل الشر بين الناس كالشهبِ

ولا تماري أميرا في إمارته
ولا تجاري بسوء ناعق الغُرُبِ

وسبح الله تسبيحا يليق به
وحمده في ثناء الراجي الرهبِ

وأشفع الشافع في غير مظلمة
شفاعة لا تماري السيئ الأربِ

لا يوزن الناس في مال ولا جاه
أو يوزنون بأصل العرق والنسبِ

بل يوزن الناس بالأخلاق والقيم
وبالعطاء السخي والعلم والأدبِ

والضائقات إذا اشتدت بكربتها
بالله ؛ صيرا جميلا دونما رِيَبِ

كن واثقا مطمئنا فالك أملا
سيفرج الكرب عنك فارج الكُرَبِ

مناسبة القصيدة

جاءت هذه القصيدة بعنوان : نصيحة ونصائح كونها عبارة عن مداخلة تكاملية بين قصيدتين ، فالأولى كانت بعنوان : نصيحة نشرها د, سيد آدم وتتمثل في التسع الأبيات الأولى والثانية قصيدة في مجاراتها جاءت بعنوان : ونصائح ، للشاعر د.شائم الهمزاني ، وهي من البيت العاشر حتى نهاية القصيدة ، وهكذا فقد جاء عنوانها : نصيحة ونصائح كقصيدة واحدة ، كما تبدو أدناه :
© 2024 - موقع الشعر