اجاهد في حياتي - اسماعيل بريك

أُجَاهِدُ في حَيَاتِي لا أُرَاعِي
شُجَاعَاً كُنْتُ أَمْ غَيْرَ الشُّجَاعِ
وَمَنْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ يَوْمَاً
غَدَا بين الخلائقِ فى صراعِ
فَحَارَ وَضَلَّ مَغْشِيَّاَ عَلَيْهِ
لِتَنْهَشَ مِنْهُ أَنْيَابُ السِّبَاعِ
وَمَا صَنَعَ القَلِيلُ الحظِّ إثْماً
وَلَكنَّ التَّعيسَ بلاَ قِنَاعِ
فَهَذَا آكِلٌ مَالَ اليَتَامَي
وَتَحْسِبُ أًنَّهُ لِلخَيْر سَاعِ
وَهَذَا يَجْتَني أمْوَالَ كِسْرَي
وَيَحْيَا سَيّداً بَيْنَ اَلجّيَاَعِ
وَهَذَا يَملأُ الدُّنْيَا صُرَاخَاً
يَقولُ عَن السِّيَاسَة وَالخدَاعِ
وَإنْ تَلْجَأْ إلَيْهِ لأجلِ شَكْوَي
رَمَاكَ بأَلْفِ عُذْرٍ أَوْ مَسَاعِ
وَهَذَا طَيِّبُ الأَخْلاَقِ شَكْلاً
وَجَوْهَرُ حِلْمِهِ سُوءُ الطباعِ
وَتلْكَ طَبيعَة الدُّنْيَا تَرَاهَا
تعلِّمُكَ النُّعُومَةَ كَالأفَاعِي
فَتَلْدَغُ أَوْ تَعَضُّ لأجْلِ عَيْشٍ
وَتَخْدَعُ أَوْ تزَمْجِرُ للدّفَاعِ
وَقَدْ ضَيّعْتَ في الدُّنْيَاَ حَيَاةً
وَمَا مَلكَتْ يَمينُكَ مِنْ مَتَاعِ
© 2024 - موقع الشعر